لماذا يعيش المراجع عزلة عن الأمة؟

س: لماذا لا يكون للمراجع دور حيوي فاعل في المجتمع الشيعي بحيث نشعر نحن العوام بأن دور مراجعنا لا يقتصر على كتابة الرسائل العملية والبيانات السياسية بل هو دور فاعل يؤثر على ثقافتنا؟! أنا أجزم بأن الكثير من العوام – وربما أغلبهم – لا يعرفون شيئًا عن مراجعهم سوى الصورة والسيرة الذاتية! فحتى الصوت لا يعرفونه فضلاً عن أنهم لم يقرؤوا لهم كتبًا تطمئنهم بكونهم الأعلم، فلماذا هذه العزلة بين المجتمع الشيعي وبين مراجع الطائفة؟!

 

بسم الله الرحمنِ الرحيم ، وبمددِ أوليائهِ أستعين

بحسب معرفتي بالمراجع العظام للطائفة لست أعرف مرجعاً منهم يعيش العزلة عن المجتمع الشيعي – كما يحاول تصوير ذلك الحداثيون وبعض أتباع بعض الأحزاب الفكرية المعروفة – بل كلهم يعيشون هموم العالم الشيعي ، ويتحملون مسؤوليتهم تجاه الطائفة ، ويسعون جاهدين لمعالجة مشاكله وحاجياته على جميع المستويات والأصعدة ، من غير أن يكون لذلك أيُّ ضجيج إعلامي ، وبالتالي فإنَّ من الإجحاف بهم جداً اتهامهم بأنهم لا دور لهم إلا كتابة الرسائل العملية والبيانات السياسية .

أليس هم الذين يتكفلون برعاية الحوزة العلمية الشريفة ، التي لا زالت تنجب الكُتّاب والمؤلفين والخطباء والمفكرين الذين يرفدون العالم الشيعي كله بنتاجهم ؟! أليس تحت منابرهم العالية يتربى العشرات بل المئات بل الآلاف – في بعض الأحيان – من التلامذة الذين يسهمون في إنعاش الواقع الثقافي والعلمي والتربوي للطائفة ؟! فكلُّ الفضل منهم يبدأ وإليهم يعود .

ولقد عجبتُ – عزيزي السائل – غاية العجب من قولك : ” فحتى الصوت لا يعرفونه ، فضلاً عن أنهم لم يقرؤوا لهم كتباً تطمئنهم بكونهم الأعلم ” ؛ إذ أنَّ ما يتمكن عامة المكلفين من قرائته من مؤلفات المراجع العظام ليس إلا عبارة عن بعض مؤلفاتهم غير التخصصية ، وهذه لا يمكن أن تكون من مقاييس الأعلمية ، وأما مؤلفاتهم التخصصية فهي وإن كانت مقياساً – عادةً – لتحديد الأعلمية ؛ إلا أنَّ عامة المكلفين مما لا يمكنهم تقيممها والحكم عليها .


مواضيع ذات صلة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *