ما رأيكم في دعوى انتساب دعاء الجوشن للصوفية؟

س: جوابكم حول التشكيك في الأدعية والزيارات جيد، لكنه غير مكتمل، لأن الفئة الجديدة حاليًا والتي “تفتي” بعدم أولوية قراءة دعاء الجوشن، تدّعي عدم وروده في الكتب القديمة المعتبرة، فهؤلاء يظنون أنفسهم محقّقين ومدقّقين، وقد انتهوا إلى أن دعاء الجوشن الكبير ليس دعاءً شيعيًّا نظرًا لوروده في مصادر الصوفية.

الجواب

ج: هو بحث قديم، وليس ناظراً لهؤلاء، ولكنه يعمّهم؛ إذ لا حاجة لورود الدعاء في الكتب المعتبرة، بل يكفي تداوله عند أعلام الطائفة (أعلى الله كلمتهم) مع نسبته للمعصوم (عليه السلام) لقراءته وطلب ثوابه، ودعوى انتساب بعض الأدعية للصوفية، لمحض تداولها عندهم، لا تكفي للإثبات، كما لا يخفى.

فدعاء الجوشن – وإن لم يثبت انتسابه للمعصوم (عليه السلام) بسند صحيح – إلا أنه مما أفتى الفقهاء (أعلى الله كلمتهم) برجحان قراءته، بل وكتابته على الكفن، إما بعنوان (رجاء المطلوبية) كما عليه مشهور المعاصرين، وإما بعنوان الاستحباب، كما عليه سيدنا الأستاذ الراحل الصادق الروحاني (قدس الله نفسه)، لتمامية قاعدة التسامح في أدلة السنن بحسب نظره الشريف.

وإنّ المهم للمكلّف – في ظل هذا الصخب والتهويل حول هذا الدعاء – أن يتعبّد بفتوى مرجع تقليده، فإنها الحجة في حقه، دون غيرها مما قيل أو يقال، والله المستعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *