سؤال حول رواية تثبت أبوّة آزر للنبي إبراهيم (ع)

س: كيف نجمع بين ما أفدتموه في محاضرتكم حول نقد إشكالية كفر آزر من أنَّ أب النبي إبراهيم (ع) هو تارح وبين هذا الحديث الشريف الذي حسب قلة علمي وجهلي استفدت أن أب النبي هو آزر؟

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: «إِنَّ آزَرَ أَبَا إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَانَ مُنَجِّماً لِنُمْرُودَ، وَ لَمْ يَكُنْ يَصْدُرُ إِلَّا عَنْ أَمْرِهِ، فَنَظَرَ لَيْلَةً فِي النُّجُومِ، فَأَصْبَحَ وَ هُوَ يَقُولُ لِنُمْرُودَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَباً. قَالَ: وَ مَا هُوَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ مَوْلُوداً يُولَدُ فِي أَرْضِنَا، يَكُونُ هَلَاكُنَا عَلَى يَدَيْهِ، وَ لَا يَلْبَثُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى يُحْمَلَ بِهِ. فَقَالَ: فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ، وَ قَالَ: هَلْ حَمَلَتْ بِهِ النِّسَاءُ؟ قَالَ: لَا. فَحَجَبَ النِّسَاءَ عَنِ الرِّجَالِ، فَلَمْ يَدَعِ امْرَأَةً إِلَّا جَعَلَهَا فِي الْمَدِينَةِ لَا يَخْلُصُ إِلَيْهَا، وَ وَقَعَ آزَرُ بِأَهْلِهِ، فَعَلِقَتْ بِإِبْرَاهِيمَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ) فَظَنَّ أَنَّهُ صَاحِبُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَاءٍ مِنَ الْقَوَابِلِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لَا يَكُونُ فِي الرَّحِمِ شَيْءٌ إِلَّا عَلِمْنَ بِهِ، فَنَظَرْنَ، فَأَلْزَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا فِي الرَّحِمِ إِلَى الظَّهْرِ، فَقُلْنَ: مَا نَرَى فِي بَطْنِهَا شَيْئاً، وَ كَانَ فِيمَا أُوتِيَ مِنَ الْعِلْمِ: أَنَّهُ سَيُحْرَقُ بِالنَّارِ، وَ لَمْ يُؤْتَ عِلْمَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَيُنْجِيهِ.

الجواب

ج: أحسنتم لطرح هذا السؤال المهم، والذي كان من المفترض أن أتصدى للإجابة عنه خلال البحث، لولا أنّ الوقت لم يسعني، وخلاصة الجواب عنه: إنّ الحديث المذكور قد ورد بصياغتين، إحداهما الصياغة المذكورة في السؤال، والأخرى الصياغة التي نقلها الشيخ القطب الراوندي (أعلى الله مقامه الشريف) في كتابه (قصص الأنبياء) الصفحة ١٠٧، وهي: (عن أبي جعفر بن بابويه، حدثنا ابن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان آزر عم إبراهيم (عليه السلام) منجّماً لنمرود، وكان لا يصدر إلا عن رأيه، فقال: لقد رأيت في ليلتي عجباً، فقال ما هو؟ فقال: إنّ مولوداً يولد في أرضنا هذه يكون هلاكنا على يديه، فحجبت الرجال عن النساء، وكان تارخ وقع على أم إبراهيم – عليه السلام – فحملت.. إلخ).

ولا يخفى أنه مع تعارض النقلين – الصياغتين – لنصٍ واحد – كما تشهد بذلك وحدة السند والراوي والمروي عنه والمروي – يؤخذ بالراجح منهما، أو يتساقطا معاً، ولا يخفى أنّ نقل القطب الراوندي هو الراجح، لموافقته لأصول المذهب، مضافاً لما ذكرناه في البحث من القرائن الأخرى التي تنفي أبوّة آزر لنبي الله إبراهيم (عليه السلام).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *