ما معنى وصف الله تعالى بالتكبر والمكر؟

س: من خلال متابعتي لك في شهر رمضان الكريم في محاضرات الأسماء الحسنى -ولكم جزيل الشكر في ما أكسبتنا من معرفة عقائدية- عندي سؤلان:

1/ من أسماء الله الحسنى: المتكبر، وطبعًا يختلف معنى الاسم عن المفهوم البشري الذي يمكن أن يحمل صفة التكبر، فما هو معنى اسم المتكبر وكيف نفهمه بالمفهوم الإلهي؟

2/ {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، ما هو المقصود بالمكر هنا؟ وهل يمكر الله بما أنه عادل وحكيم ولا يتصف بهذه الصفات؟

الجواب

ج 1 / التاء في صيغة ( التفعّل ) – كالتكبر – تأتي لمعانٍ يهمنا منها معنيان :

الأول : التكلّف ، فيقال في وصف حال بعض الأشخاص بأنه : تصبّر وتجلّد ، وذلك حينما لا يكون صابراً ولا متجلداً في الحقيقة ولكنه قد تكلف الصبر والجلد . ومن هذا الباب وصف الإنسان بالمتكبر ، فإنه ليس كبيراً في الحقيقة ، ولكنه يتكلف الكبر ، ولذلك يكون هذا الوصف مذموماً بالنسبة له .

الثاني : الإظهار ، فيقال في وصف حال بعض الأشخاص إنه : تعجّب ، حينما يظهر اندهاشه واستغرابه ، ومن هذا وصف الله تعالى بالمتكبر ، فإنه بمعنى إظهاره لعلوه وعظمته من خلال أفعاله وصنعه .

ج 2 / وصف الله تعالى لذاته بالمكر إنما هو من باب ما يعبر عنه بالمشاكلة ، ولها موارد متعددة ، ومنها : حين يتحقق فعلان متشابهان بحسب الظاهر ولكنهما مختلفان بحسب الهدف والقصد ، نظير ما لو قام شخص بعمل سري من أجل الإطاحة بشخص آخر وإلحاق الأذى به ، فإن هذا يسمى مكراً ، وبما أنّ الله تعالى قد يقابل هذا العمل السري بعمل سري آخر يطيح به من حيث لا يلتفت عدوه ، لذلك يسميه بالمكر من باب المشاكلة ، مع أن الهدف من كلٍ منهما مختلف عن الآخر ، فالهدف من الأول هو إيقاع الشر بالمؤمنين ، بينما الهدف من الثاني هو دفع الأذى عنهم .

وإذا عرفت هذه النكتة تعرف معنى العديد من الصفات والأفعال التي أضافها الله تعالى إلى نفسه ، وهو منزه عنها ، كالخداع والاستهزاء والسخرية والنسيان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *