هل تتغير السنن والآداب بتغير الزمن؟

س: قد يقول قائل: إن عامل الزمان والمكان له دخالة في الآداب والسنن الإسلامية، فإن بعض الآداب قد تكون حسنة في زمن صدور النص لمناسبتها مع طبيعة المجتمع آنذاك، لكنها قد تكون قلة ذوق في زمننا المعاصر أو مع بعض المجتمعات غير الإسلامية، وقد ضرب المشكل مثالًا وهو مسألة لعق الآكل أصابعه بعد فراغه من المائدة… فهل يمكن التفريق بين ما هو مستحب ذاتًا وبين ما أكد عليه الشارع من الآداب والسنن التي يمكن أن تخضع لعاملي الزمان والمكان؟

الجواب

ج: الأصل في المستحبات أن تكون تابعة لمصالح في متعلقاتها ، وغير مرتبطة بزمان أو مكان معيّن ، مما يستلزم على مدعي ارتباطها بهما أو بأحدهما إقامة الحجة على ذلك ، وهو أمر غير متيسر في الأعم الأغلب .

وبذلك يظهر أمر المثال المذكور في السؤال ، فإنه لا سبيل لإحراز ارتباط استحبابه – على فرض ثبوته القطعي – بالزمان والمكان ، ومقتضى القاعدة أنّ استحبابه يعود لمصلحة ذاتية فيه .

وحينئذ لا يصح رفع اليد عنه ، لمجرد عدم استساغته في الأزمنة المتأخرة ، فإن هذا قد يكون نابعاً عن خلل موروث أو غير ملتفت إليه في الذوق العام ، ومن الواضح أنّ هذا الخلل لا يصحّح رفع اليد عن الحكم الشرعي الثابت .

نعم ، لو كان التجاهر بتطبيق مثل الحكم المذكور موجباً لازدراء الأحكام الشرعية وتوهين الشريعة المقدسة ونحو ذلك مما قد تكون مفسدته أهم ملاكاً بنظر الشارع من مصلحة ذلك المستحب ، فمن الممكن على المستوى النظري أن لا يكون الحكم الاستحبابي فاعلاً في صورة ابتلائه بالمانع .

تعليقان (2) على “هل تتغير السنن والآداب بتغير الزمن؟”

  1. هل يمكن ان تتغير سنة وجوب الزوجة بعمل المنزل اذا لم يكن هناك قدرة على جلب خادمة وهل هذا الافتاء لا يؤدي الى حالاة طلاق كثيرة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *