س: إذا كان المراجع يرون وجوب التقليد في العقائد – على التفصيل الذي ذكرتموه في إحدى ليالي شهر رمضان المنصرم – فلماذا لا نجد الحوزات العلمية تهتم بالعقائد كاهتمامها – على الأقل – بالفقه؟! ألا ينبغي أن يكون الاهتمام بالمسائل العقائدية أكثر من الاهتمام بالمسائل الفقهية باعتبار الأولى أصولاً والثانية فروعًا؟! ولا أظنني مبالغًا إذا قلت بأن بعض الشباب المثقف أعلم من بعض طلبة العلوم الدينية – أعني المعممين – في العقائد! حيث إن البعض – مع الأسف الشديد – يذهب إلى الحوزة ويصب اهتمامه على علمي الأصول والفقه فقط، فلماذا هذا الإهمال لعلم الكلام والعقائد؟! ثم لماذا لا يكون هناك بحث خارج في العقائد كما يوجد بحث خارج في علمي الفقه والأصول؟! أليس هذا المستوى الموجود في الفقه والأصول – أعني بحث الخارج – هو الذي أوصلهما إلى ما وصلا إليه من تقدم وازدهار؟! ألا تحتاج العقائد الإمامية إلى المزيد من البحث والتنقيح لتكون مبنية على أسس علمية في غاية القوة والرصانة؟!
بسم الله الرحمنِ الرحيم ، وبمددِ أوليائهِ أستعين
الذي أظنه سبباً لضعف الحراك العقائدي مقارنة بعلمي الفقه والأصول ، هو أنّ العقائد على قسمين :
أحدهما : العقائد واجبة الاعتقاد .
وثانيهما : العقائد غير واجبة الاعتقاد .
وبما أنَّ الثانية غير واجبة الاعتقاد – وإن كان الاعتقاد بها كمالاً في نفسه – فإنَّ البحث عنها لا يكون من حيث الضرورة بمثابة البحث عن الفروع الفقهية المرتبطة بحياة المكلفين العملية ، وبما أنَّ الأولى في الغالب إما أن تكون من الضروريات أو اليقينيات ، فإنها هي الأخرى بنظرهم أيضاً لا تحتاج إلى المزيد من البحث أيضاً ؛ إذ ما كان ضرورياً أو يقينياً هو أشبه بالقضايا البديهية ، التي – لشدة وضوحها وجلائها – لا تحتاج إلى البحث عنها بأكثر مما بُحثت .
مواضيع ذات صلة: