الإمام الباقر الشاهد والشهيد

نفسيْ الفِداءُ لباقرِ العلمِ
قد مُزِّقَت أحشاهُ بالسمِّ
شِبْهُ النبيِّ المصطفى وكفى
بَلْ مِثْلُهُ في العلمِ والحلمِ
عِلْمُ النبوةِ في جوانحهِ
ولذاكَ سُمّيَ (باقرَ العلمِ)
أهدى النبيُّ لهُ تحيّتَهُ
واختَّصَهُ بالوصفِ والاسمِ
لهفيْ لهُ مِن بِدْءِ نشأتهِ
دارتْ عليهِ دوائرُ الظُّلمِ
وَهْوَ ابنُ أربع كم رأى مِحَنَاً
في الطَّفِ أعيَت أَلسُنَ النَّظمِ
نَظَرَ الحسينَ مُضَرَّجَاً بِدَمٍ
والرأسَ مفصولاً عن الجسمِ
ورأى على مسناتِها قمراً
قد مُزِّقت عيناهُ بالسهمِ
ورأى الرضيعَ بحجر والدهِ
بالسهم ذاقَ مرارةَ الفَطْمِ
ورأى الخيامَ تطايرت لهَبَاً
والثاكلاتُ بلا حمىً يحمي
وسياطُ أعداها قد انطبعت
آثارُها في المتنِ كالوَشْمِ
ورأى الحبالَ بِعُنْقِ والدهِ
وقيودُهُ عضَّت على العظمِ
ورأى اليتامى وهيَ حائرةٌ
بينَ السياطِ ودمعةِ اليُتْمِ
ورأى العصا تهوي على شَفَةٍ
كانت لطه موضعَ اللثمِ
فبقيْ يعيشُ العمرَ في غُصَصٍ
حتى أُذيبَ حشاهُ بالسّمِ
وقضى شهيداً لم يَذُق أبداً
إلا كؤوسَ الهمِّ والغمِّ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *