كيف أحافظ على الحجاب الفاطمي وسط الضغط الاجتماعي؟

س: في الليلة التاسعة من محرم استمعت لمحاضرة السيد عن الحجاب الفاطمي، والحمد لله كان لوقع حديث السيد الأثر الكبير في قلبي.. غيرت عبائتي إلى فوق الرأس بعد أن كانت على الكتف، وما أن غيرت العباءة حتى انهالت علي الانتقادات والاعتراضات من كل صوب وخصوصا من أقرب الأهل.. أنا مقتنعة بكلام السيد ومقتنعة بأن التغيير الذي أجريته هو الصحيح وعندي قناعة كاملة به، لكني أصبحت كلما خرجت وقابلت هؤلاء الذين لابد لي من مقابلتهم والاحتكاك بهم بشكل دائم أشعر بضيق وهم في نفسي مع أني أحاول أن أجعل الأمور طبيعة.

والشيء الأصعب هو أن زوجي يحب أن أرتدي العباءة على الكتف لأنه يهتم بالأناقة وهذه الأمور، وهذا ما يشعرني بالضيق أكثر وأكثر.

وهناك طلب آخر.. كيف يمكنني الرد باختصار على من يسألني لماذا هذا التغيير فتلك العباءة أكثر أناقة ويمكنك الحفاظ على الستر بعباءة على الكتف فضفاضة وساترة وخالية تماماً من مظاهر الزينة؟

أنتظر ردكم الكريم لأني أشعر بالضيق الشديد مما ألقاه من المجتمع.. لكم جزيل الشكر وجعله الله في ميزان أعمالكم.

 

الجواب

أختي الكريمة ابنة الزهراء ( عليها السلام ) ، تحية طيبة لك ولحجابك الفاطمي

هنا نقاط مهمة لا بدّ من أخذها بعين الاعتبار :

1 / طبيعي جداً ما تتعرضين له من المضايقات والاستفهامات والانتقادات اللاذعة في بداية هذه المرحلة ، وما يرافق ذلك من الضيق والانزعاج النفسي ، غير أنّ ذلك لا يعدو أن يكون سحابة صيف عابرة ، وبمرور الأيام – وتعود الأعين على رؤيتك بحجابك في صورته الجديدة – ستنجلي هذه السحابة ، وتبعاً لها سينجلي الهم والضيق النفسي .

2 / إن المهم في هذه المرحلة الحاسمة – ما دامت النفس مقتنعة بسلامة تصرفها – هو توطين النفس على الصمود والتحدي مهما كانت قسوة الانتقادات ، فإنّ طريق الحق قليل سالكوه ، وهو طريق ذي الشوكة ، المكتنف بالمصاعب والمتاعب ، فلا بدّ من حث النفس وتحفيزها على المزيد من الإصرار في مواصلة الطريق ، وعدم الالتفات لمحاولات التثبيط التي ستتكرر كثيراً ، ويكفي للاستئناس من وحشة الطريق أن يلتفت الإنسان لعناية الله تعالى به ، وهدايته له ، في الوقت الذي تاه فيه الكثيرون ، ولم تتأهل نفوسهم لإفاضة الله تعالى نعمة الهداية عليهم .

3 / لا تجعلي نفسك دائماً في موقع الدفاع ، فإن الكثرة قد تهزم القوة ، بل قد تشعر الإنسان بضعفه مهما كان قوياً ، وعليه فمتى ما شعرت برغبة بعض منتقديك في ثنيك عما أنت عليه ، فتحولي إلى موقع الهجوم ، ولك في سيرة السيدتين الطاهرتين الزهراء وزينب ( عليهما السلام ) خير دليل يدعم موقفك ويشد من عزمك .

4 / بالنسبة لزوجك المحترم تحتاجين لمعالجة الموقف معه من ثلاث جهات :

الأولى : أشعريه بأنك لشدة حبك وإخلاصك له ، لا ترغبين أن تنظر إليك عين سوى عينه ، وأنك جوهرته المصونة ودرته الفريدة التي لا يستحق النظر لها مخلوق سواه .

الثانية : أوضحي له اهتمامك بأسرته ، وأنك تريدين لبناتك وبناته أن يفتحن عيونهن على حجاب يماثل حجاب سيدات نساء العالم ( عليهن السلام ) ، ليتعلقن بهن ويرتبطن بسيرتهن المباركة .

الثالثة : بالغي في التأنق له داخل البيت بأكثر مما كنت عليه ، لتشبعي بذلك رغبته في رؤيتك أنيقة المنظر ، ودائماً خاطبيه بأن أناقتي لا يستحقها سواك .

5 / نفس السؤال الأخير هو الجواب ، فإن فلسفة الحجاب هي الستر وليست الأناقة ، وما دامت عباءة الكتف من مظاهر الأناقة الخارجية فالمطلوب للشارع المقدس خلافها .

وختاماً : أختي الكريمة كرري سماع محاضرة ( الحجاب الفاطمي بين تغيرات الأعراف وعوامل الانحسار ) وتزودي منها طاقة فكرية ونفسية ، وواصلي مسيرة بناء مجتمع الحجاب الفاطمي ، لتلتقي سيدة النساء ( عليها السلام ) في زمرة اللاتي نصرن مبادئها وقيمها وحجابها المقدس ، ولا تنسوني من الدعاء كما لا أنساكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *