س: بالنسبة إلى بحثكم حول [أصالة الدين]، ما المانع من أن يكون سبب التديّن في الأساس هو الخوف أو الجهل مثلًا، ثم استمر في تاريخ البشرية من باب التوارث وتقليد الأجيال اللاحقة للأجيال السابقة؟ فتكون علاقة التديّن بالخوف أو الجهل كعلاقة الكرسي بالنجّار، والمبنى بالبنّاء، والخبز الخبّاز، إذ يبقى المعلول حتى بعد زوال علّته الإعدادية لوجود علة أخرى هي العلة الحقيقية التي بها قوام وجوده وديمومة بقائه.
الجواب
ج: هذا رفع لليد عن النظريات المذكورة التي تلتزم بالعلية والسببية ، وتقرير لنظرية جديدة تلتزم بالإعداد ، ونقاشنا في المحاضرة إنما كان للتقرير الأول ، لا لنظريتكم الجديدة .
وحق النقاش معها أن يرتكز – بعد زوال المعد – على علة البقاء ، فإن كانت هي الفطرة ، فقد ثبت المطلوب ، وإن كانت هي إحدى الأربع ، فالكلام هو الكلام ، وإن كانت هي التقليد فالكثير قد تحرروا عن ربقة التقليد وما ازدادوا إلا تديناً ، فنكتة الإشكال المذكورة في المحاضرة سارية لهذا الفرض .