هل الخلافة الإلهية تستلزم التشبيه؟

س: ذكرتم في محاضرتكم [معرفة المعصوم بين الرؤية المادية والرؤية الغيبة] أنّ خليفة الله هو الإنسان الذي تتجلى فيه صفات الله تبارك وتعالى، وهذا المعنى – أي التجلّي والمظهرية للصفات الإلهية – كثيرًا ما يتردّد في كلمات العلماء والخطباء، ولكن ما هو الفرق الأساسي الذي نستطيع به التمييز بين التشبيه وبين التجلي والمظهرية والمرآتية والظلّية والسنخية (وغيرها من التعابير التي تشير إلى نفس المعنى)؟ إن الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهذا معناه نفي الشبيه، ولكن كيف نفرّق بين عنوان الشبيه وبين عنوان (المسانخ)؟ هل أنّ المعيار هو أنّ ما أفيض من قِبَل الله تبارك وتعالى فهو مظهري ومرآتي ومجلى له بينما التشبيه معناه الاعتقاد بوجود موجود جامع لصفات الكمال على نحو الاستقلال أم أنّ المعيار مختلف؟

الجواب

ج: بين التشبيه والمرآتية بعد المشرقين ، فالتشبيه هو وجه آخر للتجسيم ، من خلال تشبيه الخالق سبحانه وتعالى بالمخلوق في لحمه وشعره وعظمه ورجله وعينيه وسائر جوارحه ، بينما المرآتية لا تعني أكثر من كون بعض الذوات الطاهرة عاكسة لصفات الله تعالى ، ولا قياس ؛ لكون صفات الله ذاتية استقلالية ، وصفات الذوات إفاضية كسبية ، وبهذا يظهر وجه عدم المنافاة بين الالتزام بالمرآتية وبين قوله تعالى : { ليس كمثله شيء } ، وأما حديث السنخية بين الخالق والمخلوق فهو مرفوض جملة وتفصيلاً ، كما ذكرت ذلك في كتاب ( الولاية التكوينية بين القرآن والبرهان ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *