هل ينكر الشيخ المفيد وجود المحسن؟

س: سيدنا الجليل هل صحيح أن شيخنا المفيد أعلى الله مقامه ينكر وجود المحسن كما يدعي البعض؟

الجواب

ج: قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في كتابه الاختصاص ص 185 وعنه في البحار ج29 ص 192 ( أن … قد رفسها برجله، وكانت حاملة بابن اسمه المحسن، فأسقطت المحسن من بطنها، ثم لطمها، فكأني أنظر إلى قرط في أذنيها قد نقف. ثم أخذ الكتاب فخرقه، فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة مما ضربها عمر، ثم قبضت).

وقال في الاختصاص أيضاً ص 344 وعنه في البحار ج29 ص 192 وج 28 ص 227 وج 7 ص270: «إن الثاني قد ضرب الباب برجله فكسره، وأنه رفس فاطمة برجله، فأسقطت المحسن».

وقال في الاختصاص ص 244 عن أبي عبد الله في حديث جاء فيه: «وقاتل أمير المؤمنين، وقاتل فاطمة، وقاتل المحسن، وقاتل الحسن والحسين».

وأما ما ذكره في كتاب الإرشاد فلا يتنافى مع هذا الذي ذكرناه، لأنه قال في ج 1 ص 355: «وفي الشيعة من يذكر: أن فاطمة صلوات الله وسلامه عليها أسقطت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ولداً ذكراً، كان سماه رسول الله عليه السلام محسناً، فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين عليه السلام ثمانية وعشرون».

ومن الواضح: أن كلمة «الشيعة» تطلق في زمن المفيد على الإسماعيلية، والزيدية، والمعتزلة، والإمامية، وغيرهم.

فالطائفة التي تقول بإسقاط المحسن، وكسر الضلع، وضرب الزهراء هم الإمامية.

وحتى لو أن الشيخ المفيد رحمه الله لم يذكر شيئاً عن ضرب الزهراء عليها السلام، وإسقاط الجنين، وكسر الضلع، فإن هذا لا يدل على إنكاره لذلك، فإنه لا يجب على كل مؤلف أن يذكر في كتبه كل صغيرة وكبيرة، بل هو يذكر ما يناسب حال المخاطبين، وذلك واضح لا يخفى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *