سؤال حول مدافعة الحوراء زينب (ع) للشمر اللعين

س: لاحظنا –سماحة السيّد– أنكم في قراءتكم لمقتل الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء تلتزمون بقراءة قضية مدافعة السيدة زينب (عليها السلام) للشمر، مع أنَّ بعض أهل العلم يصرّح بأنها غير صحيحة ومما لا أصل لها، فما هو تعليقكم؟

الجواب

ج: يؤسفني –عزيزي السائل– عدم مساعدة وقتي لتتبع المصادر التي أوردت حادثة مدافعة أم المصائب عليها السلام للشمر اللعين (شدّد الله عليه اللعة والعذاب)، ولذا سأكتفي بالإشارة إلى بعضها، فقد نقلها عدّة من الأعلام في العديد من مقاتلهم، ومنهم:

1/ المولى السيد رضي بن نبي القزويني (طاب ثراه) –الذي كان حيًا عام 1134هـ– في كتابه الشهير (تظلّم الزهراء من إهراق دماء آل العباء)، وهو –على ما قيل– أحد تلامذة العلامة المجلسي قدس سره.

2/ والفقيه الدربندي (طاب مثواه) في (إكسير العبادات في أسرار الشهادات: ج3، ص74) ناقلًا ذلك عن كتاب شهاب الدين)، وهو أحد تلامذة صاحب المعالم قدس سره، فيفترض كونه من علماء القرن العاشر أو الحادي عشر.

3/ والفقيه الجليل الشيخ حبيب الله الكاشاني (طاب ثراه) –المتوفى سنة 1340هـ– في مقتله الموسوم بـ(تذكرة الشهداء) ص297.

كما أنّ العديد من شعراء الطف المتقدّمين –ممّن ينبغي أن يؤخذ شعرهم الوصفي كمادة توثيقية مهمّة للحدث العاشورائي– قد ألمحوا إلى الحادثة المذكورة، بل صرّحوا بها، ومنهم:

1/ الشيخ ابن حمّاد الحلّي (طاب ثراه) –المتوفى في حدود سنة 900هـ– فقد جاء في شعره قوله:

برزنَ نساءُ السبطِ يمشينَ حُسّراً على عجلٍ حتى تعلقنَ بالشمرِ
وقلنَ له يا شمرُ فرّقتَ بيننا وألبستنا ثوبَ الأسى أبدَ الدهرِ

2/ والفقيه الشيخ مغامس الحلّي (طاب ثراه) –المتوفى في حدود سنة 900هـ– فقد جاء في شعره قوله:

أبصرنَ شمراً فوقهُ فزجرنَهُ عنهُ وقلنَ وللقلوبِ وجيبُ
يا شمرُ ويحكَ خلّهِ لبناتهِ ولكَ المهيمن إن فعلتَ يثيبُ

3/ والفقيه الشيخ محمد السبيعي (طاب ثراه) –المتوفى عام 815هـ– فقد جاء في شعره قوله:

ولم أنسَ أخت السبط زينبَ إذ أتت لتقبيلهِ ثم انثنت لن تقبّلا
وقد قنَّعَ الرجسُ المزنِّم رأسها ومنكبها الزاكي قطيعاً مفتلّاً
فقالت له يا شمرُ دعني هنيّةً أعلّل قلباً باللقا لن يُعللا
فما رقَّ منهُ القلبُ عنه خضوعها وأوجعها بالسوط ضرباً مثكّلا

وبعد ذلك، فإنَّ القطع بأنّ هذه الحادثة غير صحيحة مشكلٌ جدًا، وأما دعوى كونها لا أصل لها فأشكل وأشكل، والله العالم بحقائق الأمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *