هل الحقيقة حكر على المعصوم؟

س: عندي سؤالان لو تكرمتم:

1- هل الحقيقة المطلقة حكر على المعصوم فقط؟؟ بمعنى أنه لا يوجد شخص يمتلك أي شيء من الحقيقة سواه؟؟ حتى البديهيات أو الضرورات العقلية كاجتماع النقيضين أو ارتفاعهما وقانون العلية والهوية؟؟

لأن البعض يقول أنه حتى اجتماع النقيضين لا يعلم صدقه إلا من المعصوم، فإن قيل: إن هذا لا يبقي حجرا على حجر!! يعود هذا الشخص ويقول: ومن قال لكم أنه يجب أن يبقى حجر على حجر؟؟

2- ما هو ردكم على من يرد فهم العلماء ونظرياتهم العلمية بدعوى أن هذا فهمهم للدين وليس هو الدين؟؟ يقول نعم جزى الله الصدوق والمفيد والمرتضى خيرا إذ إستجابوا لأسئلة زمانهم وتصدوا للتشكيكات ولكن لسنا مضطرين الآن لتقليدهم والسير على خطاهم نحن نحتاج إلى التجديد .

ما هو تقييمكم لهذه الدعاوى؟؟ ودعوى أنه لا توجد خطوط حمراء وأن بعض الأمور لا يجوز بحثها بدعوى أنها من الضرورات لا معنى له لأن كثيرا مما يدعى أنه ضرورة هو في الواقع ضرورة علمائية وليس ضرورة دينية، فإن بعض ما يسمى بالضرورات كبطلان القياس والرأي مثلا كان يقول به ابن الجنيد على ما نقله الشيخ المفيد في المسائل السروية، ورغم ذلك ما زال الشيعة يحترمون ابن الجنيد رغم اعتقاده بالقياس، ولكن الآن أصبح بطلان القياس أمرًا ضروريًا، والا لو خرج فقيه واعتلى المنبر وقال إنه ثبت عندي حجية القياس ماذا سيصنعون به؟؟ سيرجمونه بالحجارة ويكتبون الفتاوى في تضليله وإخراجه من المذهب!! فهذا هو حال الضرورات، فإن كثيرًا مما يسمى بالضرورة حتى الإمامة فإنها ضرورات علمائية، فقد تكون ضرورة في عصر وغير ضرورية في عصر آخر.

آسف لإطالة السؤال وأرجو أن تتفضلوا بالإجابة على هذين الإشكالين كونهما يطرحان في هذه الآونة الأخيرة ويروج لهما بكثرة؟؟

 

الجواب

ج ١ / لا شك أنّ للعقل حجية ذاتية في الجملة ، وأنّ أحكامه البديهية والضرورية مطابقة للواقع ، ولا مجال للشك في صدقها وحقانيتها ، بل لولا ذلك لم يمكن إثبات المبدأ سبحانه وتعالى – فضلاً عن الدين والأنبياء والأئمة عليهم السلام – إلا بالدور الباطل ، ولما صحَّ من الأنبياء عليهم السلام والقرآن الكريم الاستفادة من المنبهات العقلية في إثبات وجود الصانع جلّ جلاه وإبطال عبادة ما سواه ، ولما صرّح الأئمة الطاهرون عليهم السلام بحجية العقل إلى جانب حجيّة الرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام . وبالجملة ، فإنّ القول المذكور مصادم للبداهة ، وهو أقرب إلى السفسطة .

ج ٢ / أجبتُ عن ذلك في عدةٍ من المحاضرات ، وقد أُدرج بعضها ضمن الطبعة الثانية من كتاب ( وجهاً لوجه بين الأصالة والتجديد ) ، وبعضها ضمن كتاب ( المرجعية الدينية مشروع السماء في زمن الغيبة ) ، فارجعوا إليهما ( وفقكم الله تعالى ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *