أسئلة حول المجالس الحسينية

سيدنا الجليل، تعقيبًا على بحثكم في الليلة الأولى [المأتم الحسيني مشروع إلهي خالد] عندي خمسة أسئلة:

السؤال الأول

س1: لماذا اعتبرتم عنصر الدمعة هو العنصر الرئيسي للمأتم الحسيني مع أن الروايات قد حثّت على عنصر المعرفة كما حثّت على عنصر الدمعة؟ وهل المقصود من كونه الرئيسي أنّ قوام المأتم به، فلا يصحّ التخلّص منه في أيّ حال من الأحوال، بينما عنصر المعرفة ممّا يرتضي أهل البيت (عليهم السلام) التخلّص منه؟

ج1: لتركيز الروايات – المرتبطة بالمأتم الحسيني – عليهِ أكثر من تركيزها على العنصر الآخر ، بل حتى التي ركزت على العنصر المعرفي يُحتمل أن يكون المراد بها خصوص المعرفة الحسينية التي تثري عنصر الدمعة .


السؤال الثاني

س2: ذكرتم أن التشابيه ممّا خطّط له أهل البيت (عليهم السلام)، ولكن الملاحَظ أنّ بعض التشابيه لا تؤدي الغرض، بل تنقضه، ففي ليلة القاسم مثلًا قد لا يكون التفاعل قويًا مقارنة بالليالي الأخرى بسبب انشغال الناس برؤية مراسم الزفة، وانشغال الأطفال بجمع قطع الحلوى التي لا أعلم ما هي فلسفة توزيعها برميها أثناء التشبيه، فما رأيكم في ذلك؟

ج2: من الواضح أنَّ الخطأ في التطبيق لا يستلزم خطأ أصل التنظير .


السؤال الثالث

س3: استشهدتم أثناء البحث بما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): ((يا فاطمة، إنّ نساء أمّتي يبكين على نساء أهل بيتي، وإنَّ رجال أمّتي يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون لهم العزاء جيلًا بعد جيل))، فكيف نفهم هذه الرواية مع أن رجال الشيعة يبكون على نساء أهل البيت – كالزهراء والحوراء عليهما السلام – كما أن نساء الشيعة يبكين بلا ريب على الأئمة (عليهم السلام)؟

ج3: لا يخفاك أن الوصف لا مفهوم له ، فكون الرجال يبكون الرجال لا يعني عدم بكائهم على النساء ، وكذلك العكس ، ولعلّ ذلك كان وارداً منه صلى الله عليه وآله على سياق الجري الطبيعي ، لانشداد النساء بطبيعتهن نحو النساء ، وانشداد الرجال بطبيعتهم نحو الرجال .


السؤال الرابع

س4: لقد حثثتم على شعيرة شقّ الجيوب، ولكن لو انتشرت هذه الشعيرة وصار الشيعة يشقون جيوبهم كل سنة في ليلة عاشوراء، فسوف يعترض بعض الأشخاص على ذلك بحجّة أنّ شقّ الجيب في كلّ عام من مظاهر الإسراف والاستخفاف باللباس كنعمة من النعم الإلهية، فكيف نجيب على من يعترض على بعض مظاهر العزاء بأنها داخلة في عنوان الإسراف المحرَّم شرعًا؟

ج4: كما يُجاب بالنسبة للهدي في الحج ، فإنَّ للشارع أن يوسّع موضوعات أحكامه ويضيق فيها ، بحسب ما تقتضيه المصلحة الأهم .


السؤال الخامس

س5: يعترض بعض الشيعة على من يعتقد بحضور الزهراء في مجالس الحسين الرجالية، بدعوى أنها (عليها السلام) إنما تحضر المآتم النسائية، وإلا فليس حضور مآتم الرجال مما يناسب شأنها، ولكن رواية الإمام الصادق (عليه السلام) مع الفضيل – التي ذكرتموها في المحاضرة – تكذّب هذه الدعوى، فما رأيكم؟

ج5: لا وجه لهذا الاعتراض بعد كون حضورها ( عليها السلام ) منفصلاً عن الرجال ، حيث تحيط بها سرادق النور وحجب الغيب .

تعليقان (2) على “أسئلة حول المجالس الحسينية”

  1. تعليقاً على السؤال الأول:
    معاني الأخبار، عيون أخبار الرضا (ع): ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: رحم الله عبد أحيا أمرنا فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.

    كيف نفهم من هذه الرواية الشريفة أنه “يُحتمل أن يكون المراد بها خصوص المعرفة الحسينية التي تثري عنصر الدمعة “

    1. إن مصب كلام سماحة السيد في المحاضرة المسؤول عنها إنما هو في الروايات المرتبطة بكيفية إحياء المآتم الحسينية، لا في عنوان (إحياء الأمر) ومدى سعته.. شكرًا لتواصلكم ودمتم موفقين لكل خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *