سؤالان حول حقيقة الجزع على الحسين (ع)

س: عندي سؤالان مرتبطان ببحثكم عن حقيقة الجزع في (سلسلة فقه الشعائر الحسينية):

1/ عند تعريفكم للجزع ذكرتم أن اللغويين كما هي عادتهم عرفوا الجزع ببعض مصاديقه ولم يعطوا ضابطة عامة ، فما هو مقصودكم من ذلك؟ حيث إنه ورد في بعض تعريفاتهم أن الجزع هو نقيض الصبر أو عدم الصبر عند المصيبة، وهذا ضابط ينطبق على المصاديق المذكورة في كلمات بعض اللغويين، فهل كلامكم يقصد به البعض وأطلقتم من باب التسامح في التعبير؟ أم لكم نظر آخر؟

2/ ما الفرق بين البكاء والحزن والجزع والكآبة والهلع؟

الجواب

ج1/ ما تفضلتم بذكره من الضابط إنما هو من قبيل التعريف بالضد ، وهو ليس بتعريف في الحقيقة ، وإنما هو فرار بسبب ضيق الخناق وعدم وضوح الماهية عند المعرِّف ، ولذا فعدّه في التعاريف لا يخلو عن مسامحة ، بل هو مسامحة على اليقين .

ج2/ الذي يبدو – والله العالم – أنّ هناك تراتباً بين العناوين الخمسة  ، فالحزن – وهو التأثر النفساني لحدث مؤلم – هو المرتبة الأولى ، وإذا اجتمع معه الغم كان الكآبة ، فهي المرتبة الثانية ، وإذا أثّر على القلب وتفاعلت معه العين وأسبلت دموعها ، كان البكاء ، فهو المرتبة الثالثة ، وإذا ترقى الإنسان في تفاعله مع الحدث ، وخرج عن الطور المتعارف ، كأن قام بلطم صدره أو شقّ جيبه ، كان الجزع ، فهو المرتبة الرابعة ، وإذا اشتدّ الجزع كان الهلع ، فهو المرتبة الأعلى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *