كلمة حول تاريخ معجزة الإسراء والمعراج

  • بحثٌ يهدف لتصحيح الاحتفاء بذكرى معجزة الإسراء والمعراج في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب الأصب، تعليقًا على ما ذكره بعض أهل العلم من توهين الاحتفال بهذه المعجزة المباركة في التاريخ المذكور.
  • نُشِر في شهر رجب من عام 1434هـ بالتزامن مع ذكرى الإسراء والمعراج.
  • تحميل الكتاب
المقدّمة:

منذ مرحلة متقدمة من عمري -تعود إلى ما يقارب الثلاثين عاماً- أدركتُ مدينتي القطيف وهي تحتفي ببعض المناسبات الدينية في تواريخ معينة ومحددة، ولكنَّ بعض هذه المناسبات تكاد أن تُلغى من قائمة المناسبات التي يتمُّ إحياؤها، وبعضها الآخر قد تغيّر تاريخه بمرور الأيام، فمثلاً كان الناس يحييون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في النصف من شهر رجب الأصبّ، وذكرى شهادة الإمام الجواد (عليه السلام) في السادس من شهر ذي الحجة، ولكن تقلّص إحياء الشهادتين في هذين التاريخين، وصار الكثير من الناس يحيي المناسبة الأولى في الخامس والعشرين من شهر شوال، ويحيي المناسبة الثانية في آخر شهر ذي القعدة.

كما كانت المجالس تحيي ذكرى مناسبة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب الأصب، وقد دُعيتُ شخصياً لإحيائها في العديد من المجالس ولعدة سنوات، ولكن قد تقلّص إحياء هذه المناسبة في التاريخ المذكور، ولم يُستبدل تاريخ إحيائها بتاريخ آخر، مما أفضى -للأسف الشديد- إلى خسارة المؤمنين فائدة إحياء هذه المناسبة وتخليدها في نفوسهم رغم ما لها من المداليل المعرفية والعقائدية المهمة.

ولا يخفى أنَّ تواريخ هذه المناسبات تعبّر -على الأظهر- عن إرثٍ علمائي، باعتبار ما كانت تزخر به منطقتنا على طول الخطّ من الأعلام، وانقياد الناس لتعاليمهم، مما انعكس على مخزون المنطقة الديني والمعرفي وواقعها السلوكي، وعليهِ فمن الأمانة والمسؤولية حفظ هذا الموروث والحرص عليه.

وتتأكد هذه المسؤولية في حق المتولين على الأوقاف والمجالس الحسينية الموقوفة على إحياء المناسبات بالنحو المتعارف في البلاد، فإنَّ هؤلاء لا يسوغ لهم شرعاً رفع اليد عن المتعارف، واستبداله بغيره.

وإذا عرفتَ ذلك، فإنَّ الغرض من هذا المقال هو: تصحيح الاحتفاء بذكرى معجزة الإسراء والمعراج في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب، والداعي لذلك هو التعليق على ما ذكره بعض أهل العلم من توهين الاحتفال بهذه المعجزة المباركة في تاريخ السابع والعشرين من شهر رجب الأصب -كما هو الذائع والشائع عند شيعة الخليج بحسب اطلاعي- بدعوى أنَّ القول بوقوعها في شهر رجب هو قول أهل العامة، بينما قول الشيعة هو وقوعها في شهر رمضان المبارك، وعليه روايات السادة المعصومين (عليهم السلام) أيضاً، فإنها تثبت وقوعها في شهر رمضان، وتنفي وقوعها في شهر رجب.


مواضيع ذات صلة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *