س: هل تفسير الإمامية لآيات التجسيم – مثل آية يد الله أو الساق أو المجيء… إلخ – من التفسير بالظاهر أم هو من التأويل؟
الجواب
ج: هنالك مطلبان لا بدّ أن تلتفت لهما :
1/ التأويل هو : حمل اللفظ على غير ما هو ظاهر فيه من المعاني .
فحين يكون لدينا لفظ ذو معان متعددة ، كاليد مثلاً ، فإنه قد يكون ظاهراً في أحدها ، كالعضو المعين في المثال ، وحينئذ فحمله على غير المعنى المذكور يكون تأويلاً .
2/ إن القرينة – سواء كانت متصلة أم منفصلة – توجب ظهور الكلام في ذي القرينة ، وإن كان الكلام في نفسه – ومن غير قرينة – يكون ظاهراً في غير ذي القرينة .
فمثلاً : عندماً تقول ( رأيت البحر ) يكون هذا الكلام ظاهراً في إرادة الموجود المائي المواج ، ولكنك إذا ضممت إليه قولك ( وتعلمت منه مسائل جمة ) يكون قولك هذا قرينة موجبة لظهور الكلام في معنى آخر للبحر – وهو العالم – وهذا هو ما عبرنا عنه بذي القرينة .
وإذا فهمت ذلك ، فحين ترد آية تدل على التجسيم ، وتحمل على خلاف ظاهرها ، فمن الممكن أن يعبّر عن ذلك بالتأويل إذا لُوحظ معناها الأول الذي تمّ رفع اليد عنه ، إذ أنها قد حُملت على خلافه ، ومن الممكن أن يُعبّر عن ذلك بالظهور إذا لوحظ معناها الثاني – ذا القرينة – الذي أُقيمت القرينة عليه ، فإنها تكون بعد القرينة ظاهرة فيه .