س : سيدنا الجليل .. قد يُقال: إن ما ذكرتموه في الندوة من كلمات للسيد الخوئي رضوان الله عليه في نفي السهو لا يعول عليه، لأن الجواب الذي تمسك به المدلس وارد في كتاب (منية السائل)، وهو مطبوع في آخر حياة السيد الخوئي، وبالتالي فهو الذي يمثل الرأي الأخير للسيد الخوئي، لا الكلمات التي نقلتموها، فما هو تعليقكم؟
الجواب
ج : لقد أشرت إلى الإجابة عن هذا الاستفسار ضمن الندوة نفسها ، حيث قلت : إن جواب سيد الطائفة الخوئي ( رضوان الله عليه ) الوارد في منية السائل ساكت عن مسألة سهو المعصوم ( عليه السلام ) في الموضوعات الخارجية إثباتاً أو نفياً ، فلا يصح التمسك به لنسبة القول بالسهو في الموضوعات الخارجية للسيد الخوئي ، إلا بالافتراء عليه وتقويله ما لم يقل .
وتزداد هذه النسبة شناعة مع الالتفات لكلماته ( طيب الله ثراه ) التي سردتها ضمن الندوة ، لتصريحه فيها بأن القول بالسهو في الموضوعات الخارجية مناقض لأصول المذهب والبراهين العقلية .
وكيف يصح لشخص ذي مسكة في العلم والدين أن يعرض عن هذه الكلمات الصريحة ، ويتشبث بالسكوت المبهم ؟!
على أنّ احتمال عدول سيد الأساطين الخوئي طيب الله ثراه عن رأيه ، إنما يتصور في المسائل الفرعية والاستدلال عليها ، وأما أصول المذهب فليست مسرحاً لتبدّل الآراء والأقوال ، كما لا يخفى .
وما دام ( قدس الله نفسه الزكية ) قد صرّح مراراً في كلماته التي نقلتها عنه بأنّ القول بسهو المعصوم ( عليه التحية والسلام ) في الموضوعات الخارجية مناقض لأصول المذهب ، فاحتمال تغير رأيه الشريف في هذه المسألة احتمال موهوم لا يُعتنى به ولا يلتفت له .
والله الهادي إلى سواء السبيل .