س: أفدتم حفظكم الله في كتابكم القيم (الولاية التكوينية) ما ملخصه: إن قول الحق تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) أن ضم الجميع بخطاب (وليكم) يفهم منه أن هذه الولاية واحدة للجميع، وأنه لو كانت مختلفة لزم أن تتكرر كلمة الولاية، وذكرتم شاهدًا قرآنيًا على ذلك، وهو قول الحق تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول).
ولكن وردت بعض الآيات في القرآن تجمع الطاعة للحق تعالى وللنبي صلى الله عليه وآله، منها:
- {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} سورة آل عمران 32
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} سورة اﻷنفال 20
فهذه تفيد نفس مطلبكم الأول أنها طاعة واحدة، ولعلها كما تفضلتم من سنخ واحد، فكيف توجهون تفريق القرآن بين الطاعتين مرة وجمعه بينهما مرة أخرى؟
الجواب
ج: طاعة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) تارة تُلحظ بما هيَ ، فتمتاز عن طاعة الله تعالى ، لأن طاعة الله طاعة العبودية ، بينما طاعة النبي طاعة الانقياد .
وتارة تُلحظ بما هي طاعة لله تعالى ، فتوحد معها ، إذ هي هي .
والآيات القرآنية التي وحدت الطاعة ناظرة للحاظ الثاني ، والتي عددتها ناظرة للحاظ الأول .