س: عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر (ع) قال: بينا رسول الله (ص) في بعض أسفاره إذ لقيه ركب فقالوا: السلام عليك يا رسول الله، فقال: ما أنتم؟ فقالوا: نحن مؤمنون يا رسول الله، قال: فما حقيقة إيمانكم؟ قالوا: الرضا بقضاء الله، والتفويض إلى الله، والتسليم لأمر الله، فقال رسول الله (ص): علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون.
الكافي ج 2 ص 52، المحاسن ج 1 ص 226، الخصال ج 1 ص 146، معاني الأخبار ص 187، مشكاة الأنوار ص 19، الوافي ج 4 ص 147، تفسير الصافي ج 1 ص 299، بحار الأنوار ج 64 ص 286، تفسير نور الثقلين ج 1 ص 288، تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 444، مستدرك الوسائل ج 12 ص 167
السؤال: كيف نجمع بين هذه الرواية وقوله تعالى: {ولا تنس نصيبك من الدنيا} {وأما بنعمة ربك فحدث} من ناحية، وبين الروايات التي تتحدث عن استحباب التوسعة من ناحية أخرى؟ هل يختلف الحال باختلاف ظروف الأشخاص وأحوالهم أم هي مراتب أم ماذا؟
الجواب
ج: لا منافاة بينهما ، فـ ( ما لا تسكنون ، وما لا تأكلون ) كناية عن الزائد عن الحد والحاجة ، وهو لا يتنافى مع السعي لحيازة النعم الدنيوية بمقدار الحاجة ، ولا يُتوهم : أنّ التوسعة تتنافى مع ذلك ؛ فإنها مما تحتاجه النفس بمقدارٍ ما ، ولا تكون مذمومة إلا إذا خرجت عن حد الحاجة المتعارفة إلى حد الإسراف أو الطغيان .
والحاصل : فإن مفاد هذه ( ابنوا ما تسكنون ، واجمعوا ما تأكلون ) وهو لا ينافي ( لا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تجمعوا ما لا تأكلون ) .