هل أدعية الشيعة تربّيهم على روح المظلومية والسوداوية؟

س: هناك شبهة يثيرها بعض الحاقدين على الشيعة تقول:

إنَّ التراث الشيعي الإمامي يربّي الشيعة على عاطفة سوداء وهي عاطفة الإحساس بالمظلومية والاضطهاد، فمناسبات الحزن عند الشيعة أكثر من مناسبات الفرح، وإذا قرأت أدبياتهم، أدعيتهم، زياراتهم وجدت أنَّها تركّز على المظلومية والحزن والأسى، وهكذا علماء الشيعة، خطباء الشيعة، كتب الشيعة، دائماً يربِّون الشيعة على أنَّهم فئة مظلومة، مضطهدة، مسلوبة الحقوق، مسلوبة الحياة.

مثلاً، خذ هذا الدعاء الذي يقرؤه الشيعة للإمام المنتظر (عليه السلام): (اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيَنَا صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيَنَا، وَكَثْرَةَ عَدُوَنَا) يعني أنَّنا مضطهدون، (وَقِلَّةَ عَدَدِنَا، وَشِدَّةَ الْفِتَن بِنَا، وَتَظَاهُرَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا، فَصَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأعِنَّا عَلَى ذَلِكَ بِفَتْح مِنْكَ تُعَجَلُهُ، وَبضُرً تَكْشِفُهُ، وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ، وَسُلْطَانِ حَقً تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تُجَلّلُنَاهَا، وَعَافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبِسُنَاهَا، بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ)، فإنَّ هذه الفقرات تُربّي الشيعة على أنَّهم فئة مظلومة مضطهدة مسلوبة الحقوق، وأنَّها هي أقلّ من غيرها، وهذه التربية تربية خطيرة جدًّا، لأنَّ علم النفس الاجتماعي يقول: الإنسان إذا رُبّي على أنَّه مظلوم، على أنَّه مضطهد يعيش عقدة النقص، وإذا عاش عقدة النقص ترتَّب على ذلك أثران سلبيان:

الأوّل: العزلة عن المجتمع.

الثاني: روح النقمة والحقد على المجتمع.

وحيث إنَّ عموم الشيعة يُربَّون على أنَّهم مجتمع ناقص فهذا يسبّب انعزالهم عن المجتمع الإسلامي، وتخلّفهم عن بناء الحياة وبناء الحضارة وأنَّهم يحملون روحاً نَقِمة على المجتمع الإسلامي، بحيث لو اُعطوا فرصة لانتقموا من أبناء المذاهب الإسلاميّة الأخرى لأنَّهم رُبُّوا على أنَّهم فئة مظلومة مضطهدة، لأجل ذلك هم يعيشون روح الحقد والضغينة على أبناء المجتمع الإسلامي.

كيف نرد على هذه الشبهة؟

الجواب

ج: هذه قراءة سلبية خاطئة للدعاء ، إذ بالإمكان قراءته قراءة إيجابية ، وهي : أنّ الدعاء يفتح أبواب الأمل ، حيث أن شدة المظلومية التي يعيشها الشيعة قد توجب لهم اليأس الخانق ، وهو مما يولد في نفوسهم روح الانتقام من ظالميهم ، ويوجب قتل روح الإبداع والإنتاج عندهم ، ولكن الدعاء يفتح لهم أبواب الأمل بزوال الظلم وانتهاء الجور يوماً من الأيام ، وهذا ما يدفعهم للمقاومة والصلابة وتحدي جميع المصاعب والمشاق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *