س: سمعت منكم في محاضرة [أهمية النقد العلمي لأحداث واقعة الطف] أن العبرة في إثبات الروايات والأحداث التاريخية هو ورودها في مصادر تاريخية لعلماء ثقات، فحبذا لو توضحوا لي هذه النقطة، فهل يعني أن نتجاهل وثاقة الرواة في هذه الروايات؟
بسم الله الرحمن الرحيم ، وبمددِ أوليائه أستعين
ج: إنَّ المناط في قبول الخبر التاريخي هو الوثوق بوقوعه ، ومن البيّن أنَّ حالة الوثوق هذه كما تحصل بوصول الخبر معنعناً عن طريق الثقات ، كذلك تحصل من خلال تراكم الاحتمالات ، واجتماع القرئن ، والتي منها :
- ورود الخبر في بعض المصادر القريبة من زمان وقوع الحدث .
- وثاقة مؤلف الكتاب الناقل للحدث ، ومعروفيته بالتثبت والضبط .
- عدم وقوع أحد الرواة المعروفين بالكذب في سلسلة سند الخبر .
- ورود الخبر عمّن ليس من صالحه نقله ، وإن لم يكن في نفسه من الثقات ، فإنه يُشكّل إحدى القرائن العقلائية على صدق الخبر ووقوعه ، نظير نقل أعداء الإمام الحسين( عليه آلاف التحية والثناء ) لبعض أحداث واقعة كربلاء التي تدينهم ، فإنه من مورثات الإطمئنان بالوقوع ؛ إذ ليس من المتصور في عاقلٍ من العقلاء أن يختلق خبراً يدينه ، ويوجب ذمه وإسقاطه .