س: كيف يتم الجمع بين هاتين الروايتين:

• عن الإمام الكاظم في الإمام الرضا (عليهما السلام): ((وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين، فإذا مضت أربع سنين فسله عما شئت يجيبك إن شاء الله تعالى))
• عن الإمام الرضا (عليه السلام): ((إنْ أَخَذَ أَبو جَهْلٍ مِنْ رَأْسي شَعْرَةً فَاشْهَدوُا أَنّي لَسْتُ بِنَبيٍّ وَأنا أَقولُ لَكُمْ: إِنْ أَخَذَ هارونُ مِنْ رَأْسي شَعْرَةً فَاشْهَدوا أَنِّي لَسْتُ بِإِمام))

حيث أنّ الثانية توحي بأن الإمام يتكلم ويتحدى أن يصل إليه هارون (لعنه الله) بشيء؟

الجواب

ج: إنّ توهم التنافي بين الروايتين ناشئ عن توهم ظهور الثانية في تكلم الإمام ( عليه السلام ) ، ولا ظهور لها في ذلك ، بل غاية ما يستفاد من قوله ( إن أخذ مني هارون شعرة فاشهدوا لي أني لست بإمام ) هو عدم تمكن هارون من النيل من الإمام عليه السلام ، وهذا قد يكون لتكلمه وحيلولة الله تعالى دونه ، أي : لوجود المانع ، وقد يكون لسكوته وعدم كلامه بالنحو الذي لا يدع مجالاً لمؤاخذته والنيل منه ، أي : لعدم المقتضي ، ويتجه حمل الرواية على الاحتمال الثاني بقرينة الرواية الأولى .

وبعبارة أخرى : فإنّ لسان الرواية ليس لسان التحدي لهارون ، وإنما لسانها بيان الملازمة الشرطية بين تمكن هارون من الإمام عليه السلام ونفي الإمامة عنه ، ولكن هذا التمكن لم يتحقق – بسبب سكوت الإمام عليه السلام – فالإمامة ثابتة له ولا يمكن نفيها عنه .