سجين آل محمد

ناسِكٌ قدْ سَجَدَ السِجْنُ له
مذ رآهُ طالَ في السجن سُجُودُه
ورآهُ رغمَ ما غُلّت بهِ
كَفُّهُ ينسابُ للعالمِ جُودُهْ
وسطَ زنزانةِ حبسٍ مظلمٍ
وجَدَ اللهَ فألهاهُ وجودُهْ
إنْ يُقدِّس قدَّست قضبانُهُ
أو يُسبِّح سبّحت حتى قيودُهْ
ما ثناهُ السِجنُ عن معراجهِ
بل غَدَا من ذلك السجنِ صعودُهْ
عجباً لانَ له السجنُ ولم
يَلِن السجّانُ بل زادَ جحودُهْ
شدَّ رجليهِ بقيدٍ طالما
قُيّدّت في ذلكَ القيدِ جُدودُهْ
وسقى أحشاءَه سُمّاً كما
بيديهِ لُطِمَت مِنهُ خُدودُهْ
وقضى ما مدّ رجليهِ وهلْ
يمكنُ المَّدُّ وما فُكّتْ قيودُهْ
وعلى لوحٍ مِن الأخشابِ قدْ
شِيلَ مَن للدينِ والشرعِ عميدُهْ
أوَ تدريْ مَن بكاهُ حينما
شيعوهُ؟ ما بكى إلا حديدُهْ
وعلى الجسرِ رُميَ نعشُ الهدى
عجباً للهِ ما حلَّ وعيدُهْ
عجباً نعشُ رحى الأكوانِ قدْ
سُلِبتْ منهُ على الجِسرِ بُرودُهْ
عجباً يؤطأُ بالأقدامِ مَنْ
باسمهِ العالمُ قد قامَ وجودُهْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *