آهٍ للزهراء

آهِ للزهراءِ مُذْ ماتَ أبوها
هتكوا حُرمتَهَا واستضعفوها
لم يغِبْ حتى عليها اجتمعوا
وَأَبَوْا إلا بهِ أنْ يُلحِقوها
يا رسولَ اللهِ مَن أودعتَها
وبها أوصيتَهم قد ضيَّعُوها
لستُ أنساها وقد جارَ العدى
وعليها دارَهَا قد هجموها
أحرقوا الدارَ على بنتِ الهدى
وهيَ خلفَ الباب حسرى باغتوها
دافعتهم وأبتْ أنْ يدخلوا
دارَها لكنّهم لم يَرحمُوها
دفعوا البابَ عليها فاختفت
خلفَهُ الزهراءُ كي لا ينظروها
لا تَسلْني حينَها ما صنعوا
ضغطوا البابَ وفيهِ عصروها
وبهِ قد كَسَروا أضلاعَهَا
بل بهِ أضلاعُ طه كسروها
وبهِ المسمارُ آذى صدرَهَا
حينما في بابها قد ألصقوها
وعلى الأعتابِ ألقت محسناً
يا ترى كيْفَ عِداها أسقطوها
هل بدفع البابِ ألقَتْ طفلَهَا
أم ترى ألقتهُ لمَّا رَفسُوها
وترى لمَّا هَوَت هلْ عانقتْ
طفلَها أم قومُها لم يتركوها
وترى هل قَبَّلت وَجنتَهُ
أم عِدَاها بدماها خضّبوها
لستُ أدري هل رأتهُ سالماً
أم رأت أضلاعَهُ قد هَشَّمُوها
هل سقتهُ لبَنَاً مِن صدرِهَا
أم ترى لم تَسْقِهِ إِذْ جَرَحُوها
وترى هل تركتهُ في الثرى
حينما جاءَ يصيحونَ بَنُوها
عَجِّلِي أُمَّاهُ هذا المرتضى
قيَّدُوهُ ويداهُ أوثقوها
فمضت تعثرُ خَلْفَ المرتضى
وسعى أعداؤُها أَنْ يُرجِعوها
لا تسلني ما الذي أرجَعَها
وسل السوطَ وكفَّاً أوجعوها
والذي أدمى فؤادَ المصطفى
أنّهم في وجهِها قد لطموها
أيُّ بنتٍ لنبيٍّ مِثْلُهَا
قومُهُ مِن بعدهِ قد قتلوها
ظلمُوها حقَّها حتى قَضَتْ
وبليلٍ أهلُهَا قد دَفَنُوها
وعن الأنظار أخفوا قبرَها
حذَرَاً من قومها أن ينبشوها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *