مَنْ ذَا أُسَائِلُهُ عَنِ الزَّهْرَا
أَضْلَاعَهَا أَمْ عَيْنَهَا الحَمْرَا
أَمْ دَارَهَا مُذْ حَوْلَهَا اِحْتَشَدُوا
مُتَوَثِّبِينَ لِيَهْتِكُوا السِتْرَا
أَمْ أَسْأَلُ النَّارَ التي اِتَّقَدَتْ
كَيْفَ اِتَّقَدْتِ بِبَابِهَا جَمْرَا
يَا نَارُ لِمْ رَوَّعْتِ فَاطِمَةً
وَأثَرْتِ وَسْطَ فُؤَادِهَا الذُّعْرَا
يَا بَابَهَا يَا مَنْ بِهِ عُصِرَتْ
أَجَهِلْتَهَا فَعَصَرْتَهَا عَصْرَا
فَأَجَابَ كُفُّوا عَنْ مُعَاتَبَتِي
أَنَا مَا جَهِلْتُ لِفَاطِمٍ قَدْرَا
لَكِنْ أَتَتْنِي وَهِيَ حَاسِرَةٌ
فَسَتَرْتُهَا كَيْ لَا تُرَى حَسْرَى
وَحَفِظْتُهَا خَلْفِي فَمَا حُفِظَتْ
بَلْ كُسِّرَتْ أَضْلَاعُهَا كَسْرَا
لَا تَسْأَلُونِي حِينَ بِي اِلْتَصَقَتْ
هَلْ شَقَّ مِسْمَارِي لَهَا صَدْرَا
لَا تَسْأَلُونِي حِينَ مَزَّقَهَا
وَسَلُوهُ فَهُوَ بِحَالِهَا أَدْرَى
لَمَّا أَغَارَ بِصَدْرِهَا اِنْفَجَرَتْ
مِنْهَا الدِّمَاءُ وَمُحْسِنٌ خَرَّا
عَنْهُ سَلُوا الأَعْتَابَ كَيْفَ هَوَى
وَتَوَسَّدَ الأَحْجَارَ وَالصَّخْرَا
وَدِمَاهُ سَالَتْ فَوْقَ مَبْسَمِهِ
لَمَّا جَرَتْ مِنْ رَأْسِهِ نَهْرَا