س: عن أحمد بن أبي نصر البزنطي قال:
- قلت لأبي جعفر محمد بن علي الثاني (عليهما السلام): إنَّ قوماً مِن مخالفيكم يزعمون أن أباك (صلوات الله عليه) إنّما سمّاه المأمون الرضا لما رَضيه لولاية عهده؟!
- فقال: كذبوا واللهِ وفجَروا، بل الله تعالى سمّاهُ الرضا، لأنّه كان (عليه السلام) رضَي الله تعالى ذكره في سمائه ورضى لرسوله والأئمة بعده (عليهم السلام) في أرضه.
- قال: فقلت له: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضي الله تعالى ولرسوله والأئمة بعده؟
- فقال: بلى.
- فقلت له: فلم سمى أباك (عليه السلام) مِن بينهم الرضا؟
- قال: لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه، كما رضي الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه (عليهم السلام)، فلذلك سُمي من بينهم الرضا (عليه السلام).
- علل الشرائع للشيخ الصدوق ج١ – ص٢٧٧.
ما معنى (رضي به المخالفون)؟
الجواب
ج: هنالك مقطعان في الرواية لا بدّ من أخذهما بعين الاعتبار:
- (رضي به المخالفون من أعدائه).
- (ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام).
والأوّل منبّهٌ على أنها تتحدث عن خصوص أعدائه المخالفين له، والثاني منبّهٌ على أنها تتحدث عن اتفاق شيء لهُ لم يتفق لغيره من آبائه المعصومين (عليهم السلام)، وكلا المنبهين يفضيان إلى احتمال أنّ متعلق رضا الأعداء – الذي أثبتته الرواية – هو ولاية العهد، فإنه الشيء الوحيد الذي رضي به أعداؤه، ولو من باب حفظ مصالحهم، كما أنه هو الشيء الوحيد الذي ثبت له دون غيره من آبائه؛ إذ أنّ مَن تصدى للأمر منهم – كالإمام أمير المؤمنين والإمام الحسن (عليهما السلام) – لم يرضَ به أعداؤه، بل عارضوه وحاربوه.
وأما غير ولاية العهد – كالعلم مثلاً – فهو وإن اتفق رضاهم عنه أيضاً من ناحيته، إلا إنه مما اتفق لبعض آبائه (عليهم السلام). والله العالم.