س: في ظل دوران التقويم الهجري من عام لعام كيف نعرف ونتيقن أن الشهر هو رجب الأصب مع اختلاف الاستهلال من مكان لآخر ومن سنة لأخرى؟
وفي ظل اختلاف إثبات الهلال، إن دخل عندنا رجب ولم يدخل عند المرجعية هل الله يفتح أبواب الرحمة لمن ثبت عنده والذين لم يثبت لا يفتح لهم؟ وهل الله يغلق أبواب رحمته بعد هذا الشهر أو بعد الأشهر الفضيلة؟
الجواب
ج: للأعلام ( أعلى الله كلمتهم ) في ذلك رأيان :
أ – الرأي الأول : رأي السيد الخوئي طاب ثراه ، وهو أن مقتضى القول بعدم لزوم اتحاد الأفق في ثبوت الهلال – كما هو مبناه الشريف – أن الهلال إذا رؤي في أحد البلدان كفى ذلك في ترتب جميع الآثار عليه ، فيفتح الله تعالى في شهر رمضان – مثلاً – أبواب جنته ويغلق أبواب ناره بمجرد رؤية الهلال في أحد البلدان وإن لم يُرَ في البلدان الأخرى ما دامت تشترك معه في جزء من الليل ، فلاحظ : منهاج الصالحين ج1 ص283 ط28 .
ب – الرأي الثاني : ما ذهب إليه السيد السيستاني ( دام ظله الشريف ) وفقاً لمبناه القائل بلزوم اتحاد الآفاق في ثبوت الهلال ، وهو أن المدار في ترتب الآثار على الوحدة النوعية للعناوين لا على الوحدة الشخصية .
ومراده ( دام ظله ) : أنّ ( ليلة القدر ) – مثلاً – لا يُراد بها ليلة القدر الواحدة بالوحدة الشخصية ، ليقال إنّ آثارها هل تترتب على ليلة القدر التي ثبتت في القطيف مثلاً ، أو على ليلة القدر التي ثبتت في ليلةٍ لاحقة في بلد أخرى ؟
وإنما المراد بليلة القدر ( ليلة القدر ) الواحدة بالوحدة النوعية ، وبالتالي فكل ما يصدق عليه عنوان ( ليلة القدر ) فإنّ الآثار تترتب عليه وإن تعدد ، كما أوضح ( دام ظله ) ذلك في ص33 من رسالة ( أسئلة حول رؤية الهلال ) .