أسئلة حول بعض تفاصيل ولادة أمير المؤمنين (ع)

س: توجد بعض الإشكالات المثارة حول ولادة أمير المؤمنين عليه السلام بالكيفية التي يقرؤها الخطباء.

  • ما هي المصادر التي ذكرت نص الولادة ومَن مِن العلماء وقف عليها وحققها؟
  • فمثلًا: كيف تقول السيدة فاطمة بنت أسد: “مؤمنة برسولك محمد” وهو غير مبعوث؟
  • مثال آخر: كيف تقول أن جبرائيل “زجها”؟
  • أيضًا ورد في بعض الروايات أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) عند ولادته قرأ بعض آيات سورة المؤمنون، مع أن القرآن نزل على النبي (صلى الله عليه وآله) بعد المبعث على مراحل وعلى حسب المناسبة، بينما ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت قبل البعثة بعشر سنوات تقريبًا!
  • وبشكل عام، هل هناك كتب يمكن أن أعتمد عليها في رواية المواليد؟

الجواب

ج1/ ذُكر نص الولادة في العديد من المصادر المتقدمة والمعتبرة، ومن أهمها: كتب الشيخ الصدوق طاب ثراه، كالأمالي والعلل والمعاني، كما نقلها الشيخ ابن شهرآشوب القمي طاب ثراه في كتابه الشهير (المناقب)، وكذلك شيخ الطائفة الطوسي طاب ثراه في كتابه الأمالي، ونقلها غيرهم في غيرها أيضاً.

ج2/ الجملة المذكورة بالخصوص لم ترد في شيء من المصادر المتقدمة، ولعلّها قد وردت في مصدرٍ لم أقف عليه.

وعلى فرض ورودها فإنها قابلة للتوجيه؛ إذ أنّ السيدة فاطمة بنت أسد زوجة سيدنا أبي طالب (عليهما السلام)، وهو – كما نعتقد – أحد الأوصياء العظام، فلا مانع أن يكون قد عرّفها بمقام النبي (صلى الله عليه وآله) قبل أن يُبعث، بل لنا شواهد على ذلك، ومنها: ما أورده ثقة الإسلام الكليني طاب ثراه في كتابه الكافي – ٨ / ٣٠٢ – من أنّ مولانا أبا طالب لما رأى السيدة فاطمة بنت أسد متعجبة من نور النبي (صلى الله عليه وآله) الذي سطع عند ولادته ما بين المشرق والمغرب، قال لها: “أما إنك ستلدين غلاماً يكون وصي هذا المولود”.

وبحسب رواية الشيخ الصدوق طاب ثراه – في معاني الأخبار ٤٠٣ – أنه عليه السلام قال لها: “اصبري لي سبتاً آتيكِ بمثله إلا النبوة”.

ومن ذلك – ومن غيره – يُعلم أنها عليها السلام كانت عارفة بشأن النبي (صلى الله عليه وآله) قبل أن يبعث، وإذا كانت عارفة بشأنه فلا مانع أن تقسم على الله تعالى به، كما أقسمت عليه بحق الجنين الذي في بطنها – على ما جاء في جميع المصادر – وما ذلك إلا لمعرفتها المسبقة بجلال شأنه.

ج3/ لم أفهم الإشكال في مسألة الزّج، فإنه إن كان من ناحية اللفظ فهو يعني الإدخال من غير اختيار المدخل، وهو ما تحقق حينئذ، وإن كان من ناحية اختلاف جنس الملك عن جنس البشر، فإنّ الملك يمكن أن يتجسم، ولو لم يتجسم فإنه يمكنه التأثير بالإرادة.

ج4/ كما كان النبي (صلى الله عليه وآله) يعلم بحقيقة القرآن قبل نزوله عليه، كذلك كان أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ ولذا قرأ بعض آياته عند ولادته.

ج5/ وأما بالنسبة لكتب المواليد فهناك كتاب مشهور – اسمه مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) – يُنسب لأبي مخنف الأزدي، ولم أتحقق من نسبته له، وهنالك كتب مشهورة في المواليد لبعض علماء القطيف والبحرين، كمولدي الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للفقيه الجليل الشيخ حسين العصفور طاب ثراه، ومولد الإمام الحجة (أرواحنا فداه) للعالم الفاضل الشيخ محمد أبو عزيز الخطي (طاب ثراه) صاحب المصنفات الكثيرة في المواليد والوفيات.

وهنالك محاولة جديدة لأحد علماء القطيف المعاصرين، وهو سماحة العلامة الشيخ منصور البيات (طاب ثراه)، وقد خرج منها مولد الإمام السجاد، ومولد الإمام الرضا، ومولد الإمام الجواد، ومولد الإمام العسكري عليهم السلام جميعاً، وقد طبعت عن دار المحجة البيضاء سنة 1423، بضميمة كتابه (النظرة الرشيدة)، ولو كُتب لمحاولته (طاب ثراه) أن تكتمل لكانت سلسلة نافعة للخطباء وقرّاء المواليد، ولكنها للأسف الشديد لم تكتمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *