س: جاء في دعاء العهد: (اللهم بلغ مولانا الإمام الهادي المهدي القائم بأمرك صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين)، وكان حق السياق أن نقول: (صلواتك عليه…) فلماذا تغيرت الصيغة من المخاطب الحاضر إلى الغائب؟
الجواب
ج: ما جاء في الدعاء الشريف هو من أساليب الالتفات البلاغي – الذي ينتقل فيه المتكلم من أسلوب كلامي لآخر لأجل نكتة معينة – فإن الدعاء كان بأسلوب الخطاب ، ولكنه في الفقرة المذكورة تحول إلى أسلوب الغيبة .
ولعلّ النكتة فيه : التنبيه على أنّ صلاة الله تعالى على خاتم أوليائه ( أرواحنا فداه ) مما لا تنالها الأذهان ، فهي لمجهولية كنهها أشبه بالشيء الغائب ، الذي يناسبه الحديث عنه بأسلوب الغيبة .
ولعلّ النكتة هي : التنبيه على أنّ الصلاة الإلهية عليه ( عليه السلام ) متقررة ثابتة منذ الأزل ، وليست أمراً حادثاً يقارن دعاء الداعي ، فناسبها أسلوب الغيبة المشعر بالتقرر دون أسلوب الخطاب المشعر بالحدوث .
وبالجملة فإن أسلوب الالتفات يفتح الباب أمام نكات كثيرة ، يمكن استنباطها من النص ، وإن لم يمكن الجزم بأنها مقصود المتكلم على نحو القطع .