س: هل إن جنبة الخير وجنبة الشر موجودة في الإنسان تكوينًا؟ وإذا كانت موجودة فهل هي متساوية أم مختلفة؟ أرجو التوضيح مع الشكر والتقدير لشخصكم الكريم.
الجواب
ج: في هذه المسألة خلاف كبير بين الفلاسفة والمتكلمين وغيرهم ، والذي نعتقده – على ضوء المعارف الإلهية الوحيانية – أنّ الله تعالى قد خلق الإنسان وأودعه مجموعة من القوى والغرائز والنزعات ، وزوّده – إلى جانب ذلك – بنور الفطرة الذي يميز به بين سبيل الخير وسبيل الشر ، كما زوّده أيضاً بالإرادة والاختيار ، وبذلك فإنه قد أمسكَ الإنسانَ لعصاه من الوسط ، وجعل له الخيار ليحدد مساره وهويته .
ولا بأس أن نسوق مثلاً لتتضح الفكرة ، فنقول : إنّ الله تعالى قد أودع لدى الإنسان غريزةَ حب الذات مثلاً ، وهذه الغريزة إن استفاد منها في الاهتمام بنفسه والدفاع عنها والخوف عليها في الحدود المشروعة ، فقد سلك بها سُبُلَ الخير ، وإن استثمرها في تملك ما له وما ليس له ، والتجاوز على حقوق الآخرين من أجل مصلحة ذاته ، فقد سلك بها سُبُل الشر ، وهكذا .
ومحصّل الإجابة : أنّ الإنسان – بحسب التكوين والخلقة – لا جنبة للشر في وجوده ، وإنما تلكَ الغرائزُ والنزعات مجرّد مقتضيات له إن لم يصغِ لنداء الفطرة ويهتدِ بنورها ، وإلا فهي مقتضيات للخير وموصلة إليه .