س: لدي تساؤل حول خلق البشر منذ عصر نبينا آدم على نبينا وآله وعليه أفضل التحية والسلام، وهو: كيف بدأت البشرية بعد آدم و حواء؟
الجواب
ج: هنالك في المسألة رأيان :
1 – رأي العلامة الطباطبائي طاب ثراه ، وهو أن ولدي آدم ع قد تزوجا بأختيهما ، ومن ذلك كان بدء التناسل .
2 – رأي المرجعين المحققين السيد السبزواري والسيد علي الفاني طاب ثراهما ، وهو : أنّ ولدي آدم تزوجا بحوريتين متجسدتين ، أهبطهما الله من الجنة ، فأنجب أحدهما ولداً والآخر بنتاً ، ثم تزوجا وبدأ التناسل منهما .
وسبب اختلاف العلماء على هذين الرأيين هو تعدد الروايات ، فهنالك روايات تصرح بالرأي الأول ، وأخرى تصرّح بالرأي الثاني ، والذي دعا أصحاب الرأي الثاني لترجيح رواياته على روايات الرأي الأول مجموعة من المرجحات :
منها : موافقة روايات الرأي الأول لروايات العامة ، وقد ورد عن أئمتنا الأطهار عليهم السلام الأمر بترك ما وافق العامة إن وُجد له معارض في روايات الخاصة .
ومنها : موافقة الثانية للفطرة السليمة بخلاف الأُولى .
وإلى هذا أشار الإمام الصادق عليه السلام في رواية مطولة عنه ، حيث قال فيها : ( فوالله لقد تبينت أن بعض البهائم تنكرت له أخته ، فلما نزا عليها ونزل كُشف له عنها ، فلما علم أنها أخته أخرج عزموله ثم قبض عليه بأسنانه حتى قطعه فخرّ ميتاً ، وآخر تنكرت له أمه ففعل هذا بعينه ، فكيف الإنسان في إنسيته وفضله وعلمه ؟! ) .
والذي ينبّه على فطرية حرمة زواج الأخ بأخته هو اتفاق الأديان على تقبيح زواج المحارم ، بل حتى المجتمعات الكافرة التي لا تدين بدين من الأديان السماوية تتنفر من ذلك وتأباه ، مما يشهد بتغلغله في أعماق الفطرة الإنسانية ، ومن المحال أن تشتمل شريعة من الشرائع على ما لا ينسجم مع الفطرة السوية .