س: ما قولكم في شبهة النسب للزعيم الراحل السيد الخوئي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ج: ابتداءً لا بدّ من معرفة طرق ثبوت الانتساب للنسب المطهر للنبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي على الإجمال – كما هو مقرر في باب الخمس من كتب الفقه – ثلاثة :
- القطع الوجداني .
- شهادة ثقتين عدلين .
- الشهرة في بلد المنتسب .
وإذا عرفتَ ذلك ، فإنه من الممكن إثبات انتساب سيد الطائفة الخوئي ( طيب الله تربته ) للنسب النبوي المطهر من خلال أحد الطريقين الأخيرين .
أما من خلال الطريق الأول منهما – وهو شهادة العدلين – فلما نقله سماحة العلامة الحجة السيد محمد علي الروضاتي ( طاب مثواه ) في كتابه المشهور ( جامع الأنساب ) الصفحة 117 من أنّ هنالك مشجرة لنسب السيد الخوئي كان يحتفظ بها والده المقدس ( أعلى الله درجته ) ، تنتهي للإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وقد صدّقها وشهد بصحتها مجموعة من العلماء العدول ، وعلقوا عليها بالعبارة التالية : ( شهد بذلك جمع ، فلا ريب فيها ، بارك الله في أغصانها ) . دوحة من جنة الغري : 39 .
أضف إلى ذلك : ما شهدَ به غير واحد من النسابة المعاصرين ، ومنهم : النسابة الشهير السيد حسين علي أبو سعيدة ، حيث قال في رسالته للدكتور حسين محفوظ :
( وندرج لجنابكم الكريم ما ثبت عندنا حول نسب السيد أبو القاسم الخوئي .
هو السيد أبو القاسم بن علي أكبر بن مير هاشم بن مير قاسم بن السيد باب ، والسيد باب هذا من أحفاد السيد تاج الدين الموسوي المدفون في إحدى قرى آذربيجان ، وله مزار هناك ، وهو من ذرية الإمام موسى الكاظم عليه السلام ) . الإمام الخوئي المرجع الشيعي الأكبر : 263 .
وأما الطريق الثاني – وهو الشياع والشهرة في بلد المنتسب – فإنّ من المعروف عند أبناء بلدة خوي انتساب السيد الخوئي ( قدّس الله نفسه الزكية ) للنسب المطهر ، كما سمعتُ ذلك من بعض أساتذتي الخوئيين .
وقد تحدث نفس السيد الخوئي عن ذلك في إحدى رسائله لتلميذه المبرّز ، سماحة سيدنا الأستاذ الأعظم ، السيد محمد صادق الروحاني ( دام ظله الشريف ) ، فقال :
( أنا أذكر في ليلة الحادي عشر من محرم الحرام كان الناس من القريب والبعيد يُحضرون الشموع ويضعونها عند منزلنا ، بمعنى أنّ مصباح سيد الشهداء لم ينقطع بوجود نسله المطهر ، وكنّا مقصداً للنذورات ، وما زال يذكر ذلك مسنّو خوي من العلماء وغيرهم ) . كتاب : ( رسائل أربعين سنة ) الصفحة : 68 .
والمنبّه على هذه المعروفية : أنه لو كان السيد الخوئي ( طاب ثراه ) من أسرة غير معروفة – على مستوى خوي – بانتسابها للشجرة المباركة ، ومع ذلك كان مدعيّاً للانتساب ، لما شاع تقليده في مسقط رأسه ( خوي ) ، وكان هو المرجع الأول فيها ، إذ أنّ انتسابه للعترة المطهرة – لو لم يكن ثابتاً في مدينته الأم – لكانت دعواه له موجبة لتوهينه وانصراف الناس عن تقليده ، بينما الواقع بعكس ذلك .
ونظراً لقطع السيد الخوئي ( طاب ثراه ) ويقينه بانتسابه للعترة المطهرة ، فإنه كان يقول كلاماً لا يستطيع قوله إلا القاطع بانتسابه للشجرة المباركة من غير أدنى شبهة أو ترديد .
ومن ذلك قوله لسيدنا الأستاذ الروحاني ( دام ظله ) في رسالته السالفة :
( بالنسبة لشبهة عدم كوننا من السادة – التي كتبتم مستفسرين عنها – فإنني لا أعرف سبباً لها غير الحسد .
وفي أحد الأيام في الحرم المطهر عفوتُ عن كل الأشخاص الذين ظلموني أو تعدّوا علّي ، لكنني لم أستطع أن أتجاوز عن هذا الشخص والتابعين له ، ففي محكمة العدل الإلهية يتمّ الحساب ) . رسائل أربعين سنة : 68 .
والحاصل : فعلى ضوء هذه الحقائق يتضح أنّ ما أُثير حول نسب سيد الطائفة ( قده ) مما لا يستقيم مع الضوابط الشرعية لثبوت الأنساب ، فلا ينبغي الإصغاء له والالتفات إليه .
والحمد لله رب العالمين