س: ذكر السيد وفقه الله في محاضرة ليلة 12 [أهمية المرابطة في الثغور العقائدية] شروطًا لقبول النقد، وهو كلام جميل نظريًا، لكن لو أنصفنا لما رأيناه مطبقًا عمليًا، لأن حراس العقيدة لا يحاربون الشباب المثقفين فقط، وإنما يقفون حتى في وجه المجددين المتخرجين من الحوزة العلمية.
مثال: ذهب أحد العلماء إلى أفضلية مكة على أرض كربلاء فهاج عليه حراس العقيدة واعتبروه منحرفًا، مع أنه لم ينكر ضروريًا، وهو من أهل التخصص ويعرف الأدوات الحوزوية.
مثال آخر: الكاتب اللبناني حيدر حب الله من أهل التخصص أيضًا وله بحوث علمية لكن حراس العقيدة يحاربونه أيضًا.
سؤالي للسيد حفظه الله: هل الاجتهاد مفتوح فعلًا في الحوزة في غير الفقه؟ وماذا لو أنكر عالم ضرورة عقيدة وناقش فيها؟
الجواب
ج: إن عدة من أعلام الحوزة العلمية لهم آراء عقدية ونظرات اجتهادية في المعارف الكلامية ، فمثلاً :
1 – قد أنكر السيد الخوئي ( طاب ثراه ) في مصباح الأصول قاعدة اللطف ، مع أنها من أهم القواعد الكلامية .
2 – واحتمل السيد الشهيد الصدر طاب ثراه أن سبب حدوث الظواهر الكونية هو محض الإرادة الإلهية ، لا قانون العلية والسببية .
3 – وقصر السيد السيستاني دام ظله ولاية التشريع للنبي وأوصيائه عليهم السلام على حدود منطقة الفراغ فقط ، كما جاء في غير واحد من تقريرات أبحاثه الشريفة .
ومثل ذلك كثير ، ومع ذلك لم يشنّع ( حرّاس العقيدة ) على أحدٍ من هؤلاء الأعلام فيما ذهبوا إليه ، وما ذلك إلا لتوفر الشروط الثلاثة التي ذكرناها في المحاضرة فيهم ، وهكذا هو حال غيرهم إن توفر على نفس الشروط .
فما ذكرناه – ونحن نعيش في الوسط الحوزوي وننتمي إليه – ليس مجرد أمر نظري كما تصورتم ، بل هو أمر واقعي وعملي ، ولكن أصحاب الشذوذ الفكري يروجون عبر إعلامهم المضلل خلاف ذلك ، والله المستعان .