السلام عليكم ، جزيل الشكر لكم على فتح هذه القناة التواصلية المهمة ، والتي وإن كانت تأخذ منكم وقتاً كثيراً الا أنها تفيد جميع الموالين ، نسأل الله أن يتقبل منكم أعمالكم ، ويرزقنا شفاعة أجدادك عليهم السلام ، سؤالي سيدنا :
1-ماهي المعجزة ؟
2-ما هي الكرامة ؟
3-ما الفرق بينهما ؟ هناك من يقول : إن المعجزة ما ترافقت مع تحد وهي خاصه بالمعصوم ، أما الكرامة فهي ماكانت دون ذلك من خوراق العادات ، لكن أحب أن نتعرف ما هو العلم الدائر في الحوزات حول هذا المصطلح ؟
وسمعت أن السيد عبد الأعلى السبزواري له أطروحة في الكرامة ، فيقسمها إلى قسمين: كرامة فطرية وكرامة اكتسابية ، لكن الصورة ليست واضحه لدي ، نسأل الله لكم دوام الصحة والعافية .
بسمِ الله الرحمنِ الرحيم ، وبمددِ أوليائهِ أستعين
المعجزة والكرامة – بغضِّ النظر عن معناهما اللغوي – مصطلاحان كلاميان ، كسائر الاصطلاحات المستخدمة في سائر العلوم الأخرى ، ويُراد بالمعجزة : الفعل الخارق للعادة ، الذي يصدر من النبي أو الوصي ( عليهما السلام ) في مقام التحدي وإثبات المنصب الإلهي ، بينما الكرامة هي : الفعل المذكور إذا صدرّ من أحدهما أو من غيرهما من أولياء الله تعالى في غير مقام التحدي وإثبات المنصب الإلهي ، ويترتب على ذلك أنَّ المعجزة فعلٌ لا يصدر من غير صاحب المنصب الإلهي ، بينما الكرامة كما تصدر منه تصدر من غيره أيضاً من العباد المقربين والأولياء المكرمين .
وأما ما نقلتموه عن سماحة الفقيه النحرير، والمفسر الخبير، والعارف الكبير ، المرجع الديني العظيم ، السيد عبد الأعلى السبزواري ( طيّبَ اللهُ تربته ، ورزقنا شفاعته ) : من تقسيم الكرامة إلى فطرية واكتسابية ، فإنني وإن لم أعثر عليه في شيء من كلماته الشريفة ، إلا أنه على طبق القواعد ؛ إذ أنَّ الفعل الخارق للعادة تارة يفيضه الله تعالى على عبده ، ويقدره عليه ، وهو صبيٌ في مهده ، مِن غير أن يسعى لاكتسابه ، فيصح التعبير عنه بالكرامة الفطرية ، وتارة لا يمنحه إياه إلا بعد طول مجاهدة وعبادة ، فيصح التعبير عنه بالكرامة الاكتسابية .