س: التوسل لقضاء الحوائج والأذكار التي إذا كررتها يكون لك كذا، تعتبر قضية نفسية لا أكثر، لأنك تعتقد بها ومع الاعتقاد سوف يحدث لك هذا الشيء حتى مع عدم وجود تدخل خارجي (حصول كرامة) أو ما يسمى بلاسيبو، فكيف نرد على هذا الإشكال في الجانب الطبي للأمراض البدنية؟
الجواب
ج: لا ننكر أن يكون لتلقين النفس المكرر أثرٌ في حياة الإنسان ، ولكننا نمنع تفسير الكرامة بذلك ، وذلك لعدة منبهات :
1- المنبه الأول : إنّ بعض الكرامات المنقولة قد تحققت بأول توسل ، ومن غير أن يكون هنالك أي تكرار .
2- المنبّه الثاني : إنّ بعض الحالات قد أكثر أصحابها من تكرار الأذكار والتوسلات ، ومع ذلك لم يترتب أي أثر على توسلاتهم وأذكارهم .
3- المنبّه الثالث : إنّ بعض التوسلات لا ترتبط بالنفس وإنما ترتبط بالغير ، ومع ذلك فهي تؤثر في واقعهم ، كالأم التي تتوسل لشفاء ولدها فيشفى .
وكل هذه المنبهات تنتهي بنا إلى أنّ الكرامة التي تتحقق إثر التوسل أو الذكر ليست وليدة التلقين المكرر ، وإلا لما تحققت بأول توسل أحياناً ، ولم تتخلف عند تكراره ، وكلاهما ممنوعان ، ولو أغمضنا الطرف عن ذلك وقلنا بأن التلقين المكرر هو المؤثر فإنه إنما يؤثر في نفس المُكرِر ، فبم نفسر تأثيره في الغير ممن لا يعلمون به ؟!