س: هل هناك فرق عندما نقول:
- اللهم صل على محمد وآل محمد
- اللهم صل على محمد وعلى وآل محمد
وهل يستفيد محمد وآله (صلوات الله عليهم) بصلاتنا عليهم ؟ مع اعتقادي بأنهم في غنى عن جميع الخلق وافتقار الخلق إليهم عليهم السلام .
الجواب
ج1: الصيغة الثانية يستشكل فيها بعض الأعلام، حيث يعتبرون ( على ) فاصلة بين النبي وآله ، فتكون الصلاة عليه غير الصلاة عليهم .
ج2:
- ورد في زيارة الجامعة المباركة : ( وجعل صلواتنا عليكم ، وما خصنا به من ولايتكم ، طيباً لخلقنا ، وطهارة لأنفسنا ، وتزكية لنا ، وكفارة لذنوبنا ) .
- وورد في صحيحة صفوان بن يحيى ، قال : ” كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فعطس . فقلت له : صلى الله عليك ، ثم عطس ، فقلت له : صلى الله عليك ، ثم عطس ، فقلت له : صلى الله عليك . وقلتُ : جعلت فداك إذا عطس مثلك يُقال له كما يقول بعضنا لبعض : يرحمك الله ؟ لو كما نقول ؟ قال : نعم ، أو ليس تقول صلى الله على محمد وآل محمد ؟ قلت : بلى . قال : وارحم محمداً وآل محمد ؟ قال : بلى ، وقد صلى عليه ورحمه ، وإنما صلاتنا عليه رحمة لنا وقربة ) .
وقد علّق صاحب الحدائق على هذه الرواية الصحيحة بقوله :
قوله ” إذا عطس مثلك ” أي : من أهل العصمة ، ولعل الترديد من الراوي بناء على أن مثلكم مرحومون قطعاً ، فلا فائدة في طلب الرحمة لكم ، كما يقول بعضنا لبعض ؛ لأنه تحصيل حاصل .
وقوله ” كما نقول ” إشارة إلى قوله ” صلى الله عليك ” ، و ” قال : نعم ” يعني كل من الأمرين جائز لا بأس به .
ثم أشار إلى أن الفائدة في الترحم علينا لكم ، لا لنا ، حيث قال له : ” أو ليس تقول صلى الله على محمد وآل محمد؟ قلت : بلى . وقال ارحم محمداً وآل محمد ” يعني أنك تقول ذلك بعد الصلاة ، والحال أن الله سبحانه صلى عليه ورحمه ، فلا حاجة به إلى صلاة مصل ولا ترحم مترحم ، وإنما فائدة ذلك راجعة إلى المصلي .
وبذلك صرح جملة من أصحابنا (رضوان الله عليهم) ، قال شيخنا الشهيد الثاني في شرح اللمعة : وغاية السؤال بها – أي بالصلاة – عائدة إلى المصلي ؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد أعطى نبيه من المنزلة والزلفى لديه ما لا تؤثر فيه صلاة مصل ، كما نطقت به الأخبار وصرح به العلماء الأخيار .