سيدُ البطحاء

لا تسل يا صاحِ عن عبدِ منافْ
إنه في فضلهِ ليسَ بخافْ
قرنَ اللهُ بهِ نفلَ الطوافْ
فهو بيتُ الله لا البيتُ الحرامْ
نيّرٌ شعّ بهِ صبحُ الأزلْ
كانَ إذ لا كائنٌ فيضَ العللْ
إن يكن لله مِثْلٌ أو مَثَلْ
فهو المِثْلُ وهل بعدُ مقامْ
سيدٌ سادَ على بطحائِها
وارتقى قدْرَاً على عليائِها
فهو في الأحرف مجلى بائِها
وابنُهُ نقطةُ إبداعِ النظامْ
نورُهُ من نورُ ربِّ العالمينْ
أين موسى أين عيسى أينَ أينْ
فاقَ في ذلك كلَّ المرسلينْ
دونَهُ كلُّ النبيّين العظامْ
سيدٌ في الفيضِ سلطانُ الوجودْ
إذ هو المرقاةُ في قوس الصعودْ
وله الأملاكُ دانتْ بالسجودْ
فهو للإمكانِ مبداً وختامْ
هوَ في علياهُ للخالق بابْ
مَن أتاه جازَ قوسَ الاقترابْ
نزلتْ في طورهِ أمُّ الكتابْ
وبهِ اندكّت فكان الالتئامْ
فهو للذكر وللقرآن أبْ
مَن له يا صاحبي هذا النسبْ
فهو في الرتبةِ قد كان السببْ
فانتفى في قِدَم الذكرِ الكلامْ
مظهرُ الحقِ به الحقُ ابتهجْ
منهُ روحُ القدسِ لله عرجْ
وبهِ قد ختمَ اللهُ الحُجَجْ
قبلَ طه والميامينِ الكرامْ
أعولَ الدينُ عليهِ مُذْ قضى
ولهُ ذابَ فؤادُ المرتضى
وعلى المختارِ قد ضاقَ الفضا
من قضى ناصرُهُ ليس يلامْ
لهفَ نفسي لغريبٍ في الطفوفْ
قد سقى أنصارَهُ كاسُ الحُتوفْ
فغدا فردًا وأعداهُ ألوفْ
لم يجدْ من ناصرٍ غيرَ الحُسامْ
وعليهِ الجيشُ أضحى فِرَقا
وعلى ابن المصطفى قد أطبقا
لا تسلني منهُ ما قد مزّقا
وسَلِ الأحجارَ عنهُ والسهامْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *