قضى الهدى

قضى الهدى نَحبَهُ لما قضى الهادي
إذ كيف يبقى الهدى حيَّاً بلا هادِ
وذي الهدايةُ مِن حُزنٍ عليهِ ذَوَت
وبابَها أوصدتهُ أيَّ إيصادِ
قضى العُلا مُذ عليٌّ بالسموم قضى
ولُفَّ مُذ لُفَّ مولاهُ بأبرادِ
قضى النقاءُ أسىً لمَّا النقيُّ قضى
آهٍ لمجدٍ هوى في إِثْرِ أمجادِ
إنْ قيلَ طودٌ هوى للدينِ قلتُ لهم
ما ذاكَ طودٌ هوى بلْ طودُ أطوادِ
لهفيْ عليهِ غريبَ الدارِ أشخصَهُ
شرُّ الأنامِ بأضغانٍ وأحقادِ
وكم سعى في أذاهُ حينَ أنزلَهُ
خانَ الصعاليكِ مخفوراً بأجنادِ
وفي مجالسِ شربِ الخمرِ أحضرَهُ
فكيف ما حلَّ ما قد حلَّ في عادِ
ولم يزل يرتجي وقتاً ليقتلَهُ
وكلُّ أنفاسهِ كانت بمرصادِ
وكم وكم مرّة في السجنِ أودعَهُ
فلم يزل بينَ أغلالٍ وأقيادِ
حتّى قضى بنقيعِ السَّمِ مُغترباً
يا ويحَ سَمٍّ سرى في القلب نفّادِ
سَمٌّ وربيَ لو مسَّ الجبالَ هوت
ما حالُ قلبٍ بنار السَّمِ وقّادِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *