دمعةٌ على صادق العترة

فوا لَهفي لصادقِ آلِ طه
له ذابت من الزهرا حَشَاها
وعيناها لهُ سالت عُيوناً
وحقَّ لها تطيلُ لهُ بُكاها
أما نظرت وقد هجمت عليهِ
بجنحِ دجىً بلا إذنٍ عداها
وأضرمت الفناءَ عليهِ ناراً
وروّعتِ الفواطمَ في خِباها
أما نظرتْ بناتِ الوحي فرَّتْ
ونارُ الحقدِ قد أكلت رداها
يلاحقها الدُخَانُ فأينَ فرّتْ
ترى النيرانَ مسرعةً وَرَاها
وجعفرُ يطفئُ النيرانَ عنها
بأدمعهِ وقد سالتْ مِيَاها
يقولُ أنا ابنُ إبراهيمَ كُفّي
أما أشبعتِ منّا كربلاها
فكم فيها لسعتِ لنا وجوهاً
تغيبُ الشمسُ إن لمحت سناها
وكم يا نارُ روّعتِ قلوباً
أذى الجبَّارِ والهادي أذاها
وبعدَ النارِ عنهُ لا تسلني
فكم كربٍ عظيمٍ قد تلاها
وما من في الكروب أشدّ كرباً
عليهِ مِن تَطاولِ أدعياها
بغير عمامةٍ سحبوهُ ظلماً
وَرِجلاهُ تَعَثّرُ في خُطاها
بلا نعلٍ يُقادُ ولا ردَاءٍ
فتبكي الأرضُ حُزناً إذ يَطَاهَا
وأملاكُ السمَا حَفَّتهُ تبكي
وبين يديهِ نكَّسَتِ الجِبَاهَا
ولكن كلُّ خطبٍ هَانَ لمّا
رأت بإمامها مَا قد دَهَاها
رأت في وجههِ شمساً ولكن
يدُ المنصورِ قد خسفت سَنَاها
لقد كانت تضيءُ الكونَ لكن
رجوتك لا تسلني مَا عَرَاها
لقد ذابت بِحَّرِّ السُمِّ حتى
توارى قِرصُهَا وخَبَا ضِيَاها

ضياء السيد عدنان الخباز
1436هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *