• الكتاب عبارة عن بحوث مفصّلة في عقيدة الإمامة الإلهية،  بعضها بحوث تأصيلية، وأخرى استدلالية قرآنية، وثالثة استدلالية حديثية، يتخلّلها عرضٌ ونقدٌ للكثير من الشبهات
• المادة الأساسية للكتاب محاضرات متفرّقة لسماحة السيد الضياء، قرّرها الأخ الموفّق أحمد طلال صفر
• طُبِعَ في شهر شعبان عام 1440هـ بعنوان (الإمامة الإلهية بين القرآن والبرهان) طبعة محدودة التداول
• طُبِع مرّة أخرى طبعةً مزيدةً ومنقّحةً في شهر رجب 1445هـ عن دار المحجّة البيضاء ببيروت بعنوان (بحوث في رحاب الإمامة)
• يتكوّن الكتاب من ثلاثة أجزاء:
  1. الإمامة الإلهية في الفكر الشيعي
     • أهمية البحث حول الإمامة
     • مفهوم الإمامة الإلهية
     • تحقيق في الفرق بين النبي والرسول والإمام
     • أفضلية منصب الإمامة على منصبي النبوة والرسالة
     • الإمامة الإلهية منصب إلهي
     • الإمامة الإلهية منصب أصالي لا نيابي
     • الإمامة الإلهية أصل من أصول الدين
     • تاريخ عقيدة الإمامة الإلهية (نقد نظرية القراءة المنسية)
     • شمول الإمامة الإلهية للإمامة السياسية
  2. الإمامة الإلهية في القرآن الكريم
     • آية الولاية
     • آية التطهير
     • آية المودة
     • آية علم الكتاب
     • آية المباهلة
     • آية النبأ العظيم
     • آية الكون مع الصادقين
  3. الإمامة الإلهية في الأحاديث الشريفة
     • حديث الثقلين
     • حديث الاثني عشر
     • حديث السفينة
     • حديث الغدير
     • حديث المنزلة
     • حديث مدينة العلم
     • حديث (علي مع القرآن)
     • حديث (علي مني وأنا منه)
     • حديث الطير
     • حديث الإنذار
• تصفّح مقدمة الطبعة الأولى وفهارسها
• تصفّح مقدمة الطبعة الثانية وفهارسها

مقدّمة الطبعة الأولى:

من جملة البحوث الكلامية التي أُشبعت بحثاً وتحقيقاً على مدى قرون متتالية : بحث الإمامة ، ولا بدع في ذلك ؛ نظراً لكونهِ بحثاً محورياً في منظومة الفكر الديني ، بل يأتي على رأس قائمة البحوث العقدية الخلافية بين الشيعة الإمامية وغيرهم من فرق المسلمين .

ومع ذلك ، فإنَّ مسألة الإمامة لا زالت حبلى بالجديد من الأبحاث ، سيما في ظلِّ المراجعات البحثية المتواصلة لهذه المسألة وشؤونها المتعددة والواسعة ، وتنوّع أدلتها وبراهينها ، واحتدام الشبهات حول مختلف تفاصيلها وجزئياتها ، مما يترك مجالاً واسعاً للبحث والتتبّع والتحقيق .

فلا تتعجب إِنْ طرَقَ سمعَكَ بحثٌ بديعٌ هنا أو كتابٌ جديدٌ هناك يدوران حول هذه المسألة المحورية ، فإنَّ أهميّة موقعيتها وسعة آفاقها تقضيانِ بذلك وتفضيان إليه .

ولا تفهم من ذلك  أننا جئناك في هذا الكتاب بكلّ ما هو جديد ، ولكننا نزعم أنه لم يخلُ من ذلك ، وعلى مستويات مختلفة ومِن نواحٍ متعددة ، فإننا من ناحيةٍ قد سعينا إلى بلورة بعض الأبحاث المقدمية الأساسية التي تساعد القارئ على الولوج في أبحاث الإمامة وفهم الكثير من أبعادها ، ومن ناحيةٍ أخرى حاولنا أن نستفيد من المنهج العلمي الحوزوي في التعامل مع أدلة الإمامة وإبراز نكاتها الهامة بالمقدار الذي ساعدت عليه ظروف التناول ، ومن ناحيةٍ ثالثة وقفنا وقفات نقدية فاحصة عند الكثير من الشبهات الجديدة التي أُثيرت في السنوات الأخيرة ، سواء من المخالفين أو من بعض الإمامية الذين عثرت أقدامهم في طريق البحث العلمي ، فانتهوا إلى نتائج غير صائبة فيما يرتبط بفهم مقام الإمامة وشؤونه الكبرى .

ومع ذلك كلّه فإننا نعترف بالقصور والتقصير ، وأنه لا زال أمامنا الكثير مما تنبغي معالجته وتجليته من أبحاث هذه المسألة وقضاياها المعرفية ، وهو ما نسأل الله تعالى أن يوفقنا للقيام به في مستقبل الأيام ، بحق محمدٍ وآله الكرام  .

وكانَ من نعم الله تعالى علَيَّ أن نالت بعضُ أبحاث هذا الكتاب إعجابَ الشاب الموفق ، المتعلّم على سبيل نجاة ، والمتفقه في علوم الأئمة الهداة ، ذي الخلق الجميل والأدب الرفيع ، الأخ العزيز : أحمد طلال صفر ( دامت توفيقاته ) فسعى إلى تحريرها وتقريرها سعياً مشكوراً ، وبذلك كانت باكورة تقريره لبقية أبحاث الإمامة التي تناولها هذا الكتاب .

وقد أتعب نفسه كثيراً في تقريرها وصياغتها ، وتوثيق براهينها وأدلتها ، وتعضيد نتائجها ونكاتها ، مما كشف عن حسن سليقته ، وقوة موهبته ، وجودة فهمه ومعرفته ، وإني إذ أبارك له هذه الجهود والمواهب أسأل الله تعالى أن يأخذ بيده ، ويسدّد خطاه ، ويمدّه بالمزيد من التوفيق في طريق العلم والعمل ، إنه جواد كريم .

مقدّمة الطبعة الثانية:

يسرّني أن أقدِّم لقارئي العزيز الطبعة الثانية من هذا الكتاب، وقد أحببتُ الإشارة فيها إلى أمور:

١. الأوّل: إنَّ هذا الكتاب قد سبقَ أن طُبِع طبعة محدودة التداول تحت عنوان: (الإمامة الإلهية بين القرآن والبرهان)، ولمّا التفتُّ إلى أنّ الجزء الأوّل من هذا العنوان قد أصبح علمَاً لكتابٍ آخر ارتأيتُ تغيير عنوانه إلى عنوان آخر، وهو (بحوثٌ في رحاب الإمامة)، وباعتقادي أنَّ هذا العنوان أوفق بمضامين الكتاب؛ لأنّه في الحقيقة عبارة عن بحوث متفرقة قد أُلقيت في أوقات مختلفة، ثمّ جُمعت في هذا الكتاب، وكانت (الإمامة) هي الجامع المشترك بينها.

٢. الثاني: إنَّ بحوث الإمامة ذات بُعدين، فالبُعد الأوّل هو بُعد الدراسات المذهبية الخاصة، والتي تعنى بتأصيل مباحث الإمامة وإيضاح الرؤية الشيعية حولها، والبُعد الثاني هو بُعد الدراسات المذهبية المقارنة، والتي تُعنى بردّ شبهات الخصوم وتزييف إثاراتهم، وقد تنوّعت بحوث هذا الكتاب بين هذين البُعدين، نظراً لاختلاف مناسبات تناولها.

٣. الثالث: إنَّ هذا الكتاب إنما هو حصيلة مطالعات كثيرة وواسعة لما كتبه أعلام الطائفة (أعلى الله تعالى كلمتهم) في هذا المضمار، فكلُّ ما فيه من الثمار فإنما هو حصادٌ لما زرعوه، واستنطاقٌ لما كتبوه، وإفادةٌ مما بحثوه وحقّقوه، مع إضافات متواضعة لا ترقى إلى مراقي أفكارهم وشوامخ أنظارهم، فكلُّ ما فيه من الورود العطرة فهو من بساتينهم النضرة، وكلُّ ما فيه من الضعف والفتور فهو من آفات ما مُنيت به من التقصير والقصور.

٤. الرابع: إنّ المائز بين هذه الطبعة وسابقتها مائزٌ متعدّدُ الأبعاد، فإنَّها – مضافاً إلى ما بُذل فيها من الجهد الفائق من ناحية الإخراج الفني – قد حظيت بإضافة بحوث جديدة ومهمّة لم تشتمل عليها تلك، وتحرير العديد من بحوثها القديمة بإعادة تنظيم بعضها وتوسعة بعضها الآخر، وتصحيح ما وقع فيها من الأخطاء.

فأسأل الله تعالى أن يتقبّلها بأحسن القبول، لأتشرّف بتقديمها هدية متواضعة لصاحب الولاية العظمى والإمامة الكبرى مولاي أمير المؤمنين وأولاده الأئمة الطاهرين المعصومين (عليه وعليهم السلام)، وأبعث بثواب هذا الإهداء لأستاذيّ العظيمين، ووالديّ الجليلين، صاحبي الفضل الذي لا يُنسى، واللطف الذي لا يُحصى، سماحة آية الله العظمى، السيد محمد صادق الروحاني، وسماحة آية الله المعظم، السيد حسين الشمس الخراساني (قدّس الله سرهما، وأعلى درجتهما، ورزقني شفاعتهما).

ولا يفوتني في الختام أن أتقدّم بخالص الشكر والتقدير لأخي الأعز، الشاعر المتألق، الأستاذ علي آل كويل (زيد توفيقه)، فقد أضفى على الكتاب حلّة قشيبة بجهوده المضنية التي بذلها في إخراج الكتاب، وأبلى في ذلك بلاءً حسناً، فجزاه الله خير الجزاء، وكافأه بالحسنى في الدنيا والآخرة، بحق النبي وعترته الطاهرة (عليهم السلام).