يا سادتي مَن أنا حتى أعاتبكم
لكنّ لي قولة أرجو بها الفرجا
أقولُ لو شاخَ كلبٌ عندَ صاحبهِ
لكان قطعاً يرى في تركهِ حرجاً
وإنّني – وكما تدرون – خادمكم
مذ كنتُ طفلاً بذلتُ النفسَ والمُهجا
حملتُ جذعي على ظهري لأنصركم
ألقى السهامَ التي تأتيكمُ ثَلِجا
أنا الذي مذ عرفتُ السيفَ ما قبضت
يدي سواهُ وخضتُ الموتَ واللججا
وها أنا وسهامُ السُقم ترشقني
من بعدِ كونيْ ضياءً قد غدوتُ دجى
عاثَ الظلامُ بمصباحي وأطفأه
فلم يعد صبحي الوضّاءُ منبلجا
فيا ترى هل أنا قد صرتُ عندكمُ
أسوا من الكلب حتى زالَ كلُّ رجا
لعلّني صرتُ لكنّي على ثقةٍ
بأنّكم سادتي مَن يُصلح العِوَجا