صرخةٌ في زمن الانهزام

أنَا (القطيفيُّ) الذي قَامتيْ
قدْ طاولت أعلى نجومِ السَمَاءْ
لم أنحنِ يوماً ولنْ أنحنيْ
فقامتيْ لا تعرفُ الانحناءْ
أنا الذي هويّتيْ عِزَّتيْ
كَسَتْني العِزّةُ منها رِدَاءْ
أنا الذيْ كفّيَ ما بايعَتْ
سوى (عليٍّ) سيِّدِ الأوصياءْ
أنا الذي مئذنتيْ مُذْ علَتْ
تشهدّت للمرتضى بالولاءْ
كمْ ساومَ الغيرُ على مَحْوِهَا
لكنّه انمحى وبالخُسْرِ بَاءْ
مِن موقفِ (الزهراءِ) في دارِها
وصبرِها أُلْهِمْتُ معنى الفِداءْ
مِنْهَا تعلّمتُ لأجلِ الهدى
أبذلُ نفسيْ فادياً والدِماءْ
مأساتُها إنْ نَبْضتْ في دميْ
ينبض فِيَّ العِزُّ والكِبرياءْ
شكراً لِمن أوقدَهَا جمرةً
تُلْهِبُ في نفسيَ حِسَّ الإباءْ
كَمْ حاولَ السَاعُونَ إطفاءَهَا
لكنَّهمْ آلوا إلى الانطفاءْ
مأسَاتها (سياسةٌ) لم يَصلْ
لِكُنْهِ مَغزَاها سِوى الأذكياءْ
أنا (القطيفيُّ) الذي طِينتيْ
قَدْ عُجِنَتْ مِن قبلُ في كربلاءْ
ففيْ شرايينيْ دَمٌ ثائِرٌ
لو سالَ في الأرضِ استثارَ السماءْ
دمٌ حسينيٌّ إذا ما ارتَخى
سواهُ لم يعرِفْ هُوَ الارتخاءْ
صلابةٌ ما الصخرُ في جنْبِهَا
سوى رمادٍ عاثَ فيه الهواءْ
هذا دميْ وَالدَمُ إنْ مَا ثَوَى
فيهِ (الحسينُ) فَهْوَ أغلى الدماءْ
سيمقتُ التاريخُ مَنْ باعَهُ
بَخْسَاً لكيْ يُرضيَ أهلَ الشقاءْ
أنا (القطيفيُّ) الذي لم يَزَلْ
يصونُ ما أورَثَهُ الأنبياءْ
قَدْ أَوْرَثُوا ولايةَ (المرتضى)
فصانَها أجدُادُنا الأولياءْ
لِذَلكَ (الرِدَّةَ) قَدْ حُورِبُوا
لكنَّهمْ للحقِ كانوا فِدَاءْ
لم يَرْضَخُوا يوماً لأعْدَائِهِم
ولمْ يعودوا خُطوَةً للوراءْ
بَلْ بَذَلُوا للهِ أرْوَاحَهُم
وَعَمَّقُوا لِلمرتضى الانتماءْ
أمَانَةُ اللهِ بِأعْنَاقِنَا
تعساً لمن قدْ خانها في الخَفَاءْ
عَهْداً سَنَلْقى اللهَ يومَ الجَزَا
بحفظِها حتى ببذلِ الدِماءْ
وإنْ تهاوَتْ كلُّ أشلائِنَا
واللهِ لنْ يسقطَ منّا الِلوَاءْ
لِقائمِ الآلِ سنمضِيْ بهِ
وَرَكبُنَا يتلو (حديثَ الكِسَاءْ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *