س: ينقل البعض عنكم أنكم في كتابكم القيم المهدوية الخاتمة توافقون من يقول بأن والدة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) نوبية، لأنكم حكمتم بضعف سند رواية بشر النخاس، فهل هذا الفهم صحيح؟

الجواب

ج: بدايةً أشكرك على ما جرت عليه عادتك الجميلة من التثبت في نسبة الأقوال لأصحابها، فإنّ هذا هو مقتضى التديّن الحقيقي والبصيرة الإيمانية.

وجواباً عما تفضلتم بالسؤال عنه: فإنّ ها هنا نقطتين مهمتين يجدر التأمل فيهما:

١. الأولى: إنّ تضعيفي لسند الرواية المذكورة لا يستلزم قبولي بدعوى كون والدة إمامنا الحجة (أرواحُ مَن سواهُ فداه) من النوبيات؛ إذ أنّ طريق إثبات كونها حفيدة ملك الروم لا ينحصر بتلك الرواية؛ لوجود معتبرة محمد بن عبد الجبّار، وهي صحيحة السند صريحة الدلالة على كون السيدة المعظمة (عليها السلام) من حفيدات ملك الروم.

 ٢. الثانية: إنّ رواية بشر النخّاس – فيما يرتبط بمقامنا – لها حيثيتان: تاريخية واعتقادية، أما الثانية فهي: حجية الرؤيا، وبلحاظ هذه الحيثية قد حكمنا بضعف سند الرواية ووهن بعض فقرات متنها، وانتهينا إلى عدم صحة الاستناد إليها لإثبات حجية الرؤيا.

وأما الأولى: فهي كون السيدة المعظمة (عليها السلام) من سلالة قيصر الروم، ولا يخفى أنّ إثبات هذه الحيثية لا يتوقف على ثبوت صحة سند الرواية، لعدم اعتبار صحة السند في الأخذ بالخبر التاريخي.

كما أنّ وجود بعض الموهنات في فقرات الخبر لا يستلزم الحكم بسقوط الخبر بالكلية، كما لا يخفى على أهله، لانحلال الخبر في الحقيقة إلى عدة أخبار، وامتناع الأخذ ببعضها لا يستلزم امتناع الأخذ بالبعض الآخر، سيما مع تعاضده بالصحيح وغيره.

وقد ظهر مما ذكرته في النقطتين ما في الاستنتاج المذكور في السؤال من الخلط وعدم الدقة، والله العاصم.