س: المعصوم متوجه لله دائمًا، ولكن هل توجهه للحق سبحانه عند الجلوس مع الناس كتوجهه عند الصلاة؟
إن كان الجواب نعم، فقد يقال: كيف وقد ورد أن الإمام السجاد عليه السلام سقط له طفل ومات أثناء صلاته ولم يلتفت وما شابه ذلك؟ فلو توجه المعصوم توجّهًا تامًا لما أمكن أن يكلم أحدًا أو يكلمه أحد.
وإن كانت الإجابة بالنفي، وبوجود الفرق، وأن هذا لازم طبيعي لمنصب الإمامة حيث يقتضي التكلم والجلوس مع الناس، ولا إشكال ولا عيب فيه، فهل يمكن القول بأن هذا يمكن عدّه وجهًا من وجوه استغفار المعصومين عليهم السلام؟ حيث أنه من الواضح أن الأئمة يفرّقون بين هاتين الحالتين، فالإمام الكاظم عليه السلام مع أن كل أعماله حتما عبادة لله إلا أنه سرّ بسجنه لتفرغه للعبادة والتوجه التام.
الجواب
ج: لقد ذُكر هذا الوجه في كلمات غير واحد من الأعلام تفسيراً لمسألة الاستغفار، ولكنه على التحقيق غير تام، إذ أن لنفس المعصوم (عليه السلام) من السعة الوجودية ما يستطيع به القيام بأكثر من أمر في وقت واحد، من غير أن يؤثر أحدهما على حسن أداء الآخر، فهو توجه للخلق في عين التوجه للحق، كما حصل ذلك في قضية التصدق بالخاتم، وله شواهد أخرى عديدة، وهو من أعظم المقامات وأشرف الكمالات، وأما ما ورد عن الإمام الكاظم عليه السلام فهو محمول على وجوه أخرى لا تتنافى مع ما تقدم.