أعاني من وسواس جعلني أكره الصلاة!

س: أنا كنت أداوم على صلاة الليل ولكني الآن لا أستطيع، منذ خمس سنوات وأنا أعاني من وساوس شديدة، في أول الأمر كنت أقطع الصلاة بدون سبب، وتدريجيًا صرت ألتفت إلى كل شيء أمامي وأقطع الصلاة، والآن وصل بي الأمر أن تخطر بمخيلتي أمور محرمة وأنا لا أريد ذلك أبدًا لكن لا أعلم كيف الشيطان غلب علي، فصرت أعيد الصلاة بالساعات وأكررها إلى أن كرهتها، وفي قلبي أود أن أسجد ولو سجدة خالصة لله، لا أعلم لماذا أصبح أمري هكذا، قلبي جدًا حزين لما أنا فيه من هم وغم، فما هو الحل سيدنا الفاضل؟ وماذا أفعل لكي أنقّي قلبي من هذا البلاء؟

الجواب

ج: يؤسفني أن أقول لكم: إنّ جميع ما مررتم به وانتهيتم إليه هو مخطط شيطاني، قد كاده لكم الشيطان بكيده العظيم، وقد اتبعتم فيه خطوات الشيطان خطوة خطوة حتى انتهيتم لهذه النتيجة المؤسفة، ولو أنكم ضربتم بوساوسه عرض الجدار منذ بداية الأمر، ولم تستجيبوا له، لانصرف عنكم خائباً، وارتدّ كيده إلى نحره.

والمهم الآن هو أن تلتفتوا لما أنتم فيه، وتحاولوا أن تستفيدوا من هذا الدرس القاسي في افتتاح صفحة جديدة للعلاقة مع الله تعالى، وتقرروا أن تنتصروا فيها على الشيطان الذي نال منكم طوال الفترة الفائتة، ولا يتم ذلك إلا بتجاوز جميع ما يخطر في نفسكم من الوساوس وعدم الإصغاء لشيء منها، وإلا فلن تخرجوا من النفق المظلم الذي تسيرون فيه.

فاعقدوا العزم على عدم تكرار الصلاة أبداً، مهما حاول الشيطان أن يقنعكم بعدم صحتها، وتيقنوا أنكم متى ما أعدتموها فإنكم لا تعبدون الله بذلك، وإنما تعبدون الشيطان بطاعتكم له، إذ هو الذي يأمركم بالإعادة والتكرار لتملوا منها وتكرهوها.

فأعدوا العدة والعتاد، وقرروا أن تنتصروا على الشيطان بعدم طاعته في شيء من أوامره الخبيثة، واعبدوا الله كما هو يريد منكم – بعيداً عن الشكوك والوساوس – لا كما يريد الشيطان.

واعلموا أن التفاتكم لما أنتم فيه، وانزعاجكم مما آلَ إليه أمركم، نفحة رحمانية من الله تعالى لكم، لأجل إيقاظكم وتنبيهكم، فاغتنموا الفرصة وهذا اللطف الإلهي، وعودوا إلى الله كما كنتم، وادحروا الشيطان بعزمكم وإصراركم على التغيير، والله سيعينكم وينصركم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *