س: ما هي الأمور التي توفق طالب العلم للوصول إلى مبتغاه من العلم؟ وهل الخروج كثيرًا والسفر إلى البلاد في دراسة المقدمات جيد؟ هل تنصحون طالب العلم الذي هو في مرحلة المقدمات بالبقاء في قم وعدم النزول إلى البلاد؟ وبالنسبة إلى الزواج المبكر في هذه المرحلة لطالب العلم هل تنصحون به؟
الجواب
ج: أهم شيء للوصول للمراتب العالية – بعد الإخلاص التام في تعلمه وتعليمه ، واجتناب المعاصي ورذائل الأخلاق ، والاهتمام بالسنن والآداب ، كصلاة الليل وقراءة القرآن الكريم والأدعية الشريفة – هو بذل قصارى الجهد في الاشتغال به دراسةً وتحضيراً وكتابةً ومباحثة عند الأساتذة الأكفاء ومع الزملاء المحصّلين المهذّبين ، وترك جميع ما سواه مما لا دخل له فيه ، فقد ورد في المأثور : ( أعطِ العلم كلّك يعطك بعضه ) .
وأما الرجوع للبلد وعدمه فهو ليس مناطاً ، وإنما المناط هو الاشتغال ، إذ رُبَّ جالس في قم أيام التعطيل ولكن لا اشتغال له ، ورُبَّ عائد للبلد لا ينقطع عن الاشتغال ، ولو بمراجعة دروسه وكتاباته لها ، وهذا هو المهم أولاً وآخراً .
ومن ذلك يفهم موقع الزواج ، فإنه يختلف باختلاف الأشخاص ، إذ رُبَّ شخص يكون الزواج معيناً له في التحصيل ، فينبغي له التعجيل به ، ورُبَّ شخص يكون عائقاً له ، سيما مع الإكثار من الذرية والعيال – وما يستلزمه هذا من الاشتغال بشؤونهم وتدبير أمورهم – فيكون التأخير راجحاً في حقه .