س : ذكرتم في كتابكم القيم ( زينب العالمة ) أنها صلوات ربي عليها معصومة لكون هذه الصفة ملازمة للعلم، ولمّا كان العلم ثابتاً لها بالخبر الشريف الذي كان محل بحثكم، فهي معصومة ، ولكن انقدح في ذهني ما يلي :
( أولاً ) هذا الخبر مروي في كتاب الاحتجاج مرسلاً، وتعلمون أيضا أن هنالك كلام في اعتبار الكتاب وقد تحدث عن ذلك الامام الخوئي ( رزقني الله شفاعته )، ولو أثبتنا صحة الخبر بنحو ما، فلا يعدو كونه خبر آحاد.
( ثانياً ) أن ثبوت العصمة لمولاتنا المقدسة صلوات ربي عليها، من المسائل المعرفية، ومثلها يحتاج إلى إثبات يقيني ولا ينفع الظن في المقام وخبر الآحاد من قبيل الثاني لا الأول، فكيف صححتم الاعتماد عليه؟
نعم نجزم في حقها ( صلوات ربي عليها ) أنه لم يصدر منها ذنب وحاشاها حاشاها وهي ربيبة الوحي، ولكن القول بعصمتها يحتاج إلى دليل، فما هو قولكم سيدي؟
الجواب
ج : بمدد آل الله أستعين
أولاً : قناعتي إن العقائد قسمان : واجبة الاعتقاد وغير واجبة ، وتلك يلزم فيها اليقين والقطع بخلاف هذه .
وثانياً : إنَّ خبر الآحاد إنما لا يصح اعتماده في مقام إثبات النحو الأول من العقائد ، دون النحو الثاني .
وثالثاً : إن كتاب الاحتجاج وإن كان قد اعتبره بعض الأعلام _ كالسيد التقي القمي دام ظله _ بتمامه ، ولكنني أعتقد أن كثيراً من رواياته يمكن الاطمئنان بها في الجملة ، لدعوى مؤلفه العظيم في مقدمة كتابه أن أخباره مما عليها الإجماع أو الشهرة ، مضافا إلى القرائن الخاصة المحيطة بكل واحد منها ، والتي يضيق المجال عن ذكرها .
وعلى ذلك : فبما أنَّ عصمة السيدة العالمة ( روحي فداء آهات قلبها المقدس ) ليست من النحو الأول من العقائد ، فيكفي خبر الواحد المطمئن بصدوره لتصحيح الاعتقاد بها ، وبما أن خبر الاحتجاج المذكور مما نطمئن بصدوره لعدة من القرائن ، فهو كاف لإثبات المطلوب .
والحمد لله رب العالمين
فبما أنَّ عصمة السيدة العالمة ( روحي فداء آهات قلبها المقدس )
اقول روحي فدك على ما فاضت بة شفتاك من هذة العبارة التي تدخل القلب بدون استاذان
نقول للسائل
المصحح الذي اعتمدت عليه في القطع بعدم صدور الذنب منها هو الذي يجعلك تقطع بعصمتها ، والسلام