لماذا لا يقبل المجتمع على التبكير في الزواج؟

س: عندني سؤال شبابي إن شاء الله خفيف لطيف وأنتم من أهل الرد والحلول حقيقة وممن رأيته يجيد الرد فلو تفضلتم متى ما أردتم إن أمكن أن تجيبوا علينا:

اليوم نرى الكثير من الشباب يريد الزواج مبكرًا (حوالي من ١٨ سنة) ليس فقط كما يظن المجتمع لأجل الشهوة بل أيضًا للإنسان مشاعر وعواطف ويحب أن يشعر بالهدوء والاستقرار وهذا يقوله سبحانه وتعالى في قوله: {خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها} وغير ذلك من الروايات التي تحث على الزواج وتذم عدمه والدين يسر ليس بعسر حتى في أمور الزواج.

لكننا للأسف اليوم كلما كلمنا الأهل الله يحفظهم أجابونا بردود غير مقنعة، فيقولون أننا صغار ولا نستطيع تحمل المسؤولية! عفوا ولكن ما ينقصني من عقل وتجربة حتى لا أستطيع تقبل طرف آخر، ولله الحمد لنا تجارب كثيرة مع الأصدقاء من سفر وأمور كثيرة تدوم لشهور وكل منا يتقبل الآخر ونتفاهم في مسؤوليات الحياة فما الفرق؟!

يقولون ليس عندكم المال وهم ينفقون الأموال على أمور تافهة ولا يريدون تيسير أي شيء علينا، فهل الزواج -أو فلنقل عقد شرعي، مجرد خطوبة- تعني حرق المال؟! هل تدبيرنا وعقولنا تنطفئ عند هذه النقطة؟!

إذن إلى متى؟ يقولون إن شاء الله بعد التخرج فأنا شخصيًا أمامي ٦ سنين على تخرجي مما يعني ٦ من التفكير في هذا الأمر.

ولا أكذب نفسي فكثيرًا ما أحاول أن أشغل نفسي وأشغل وقتي بل حقيقة وقتي تقريبا مشغول ولكني إنسان راشد عاقل فكما الذي عمره ٢٦ سنة يفكر فأراد الزواج ففعل ذلك فنحن كذلك ومن ينكر ذلك فهو شخص جاهل ويمكنني القول متعصب.

حسنا هذه الرغبات وهذه العواطف.. إذا قلنا أن عندنا مشاعر حب قالوا الحب عيب وليش أنت تحب؟! إذا قلنا عندنا شهوات قالوا لا تكن كالبهيمة ولاتفعل الفاحشة فإنها حرام!!

حسنا أعزائي ما النتيجة؟ للأسف نرى الكثير والكثير من الشباب يتجهون لفعل العادة السرية أسألهم لماذا؟ يقولون لا يمكننا الزواج فما تريد منا؟! كثيرًا ما تجد ولدًا يحب ولدًا (أعني الحب العذري) لجماله، فيقول الناس أن شباب هذا الزمن شباب شاذ!

نجد من الناحية العلمية أن هذا تصرف بشكل طبيعي من العقل الباطن للوصول إلى مبتغى ما، حيث أن الفطرة أن الشاب يحب شابةً، ولكن عندما يرى الأبواب مغلقة في وجهه يذهب عقله إلى عامل مشترك ألا وهو الجمال، فيحب شابًا من نفس جنسه.. والبعض ولعله الكثير يذهب لسماع الغناء بحجة أنه يهدئ النفس ويعبر عما في نفسه من مشاعر وعواطف.

فما رأيكم سيدنا في هذا الشيء حيث أنه منتشر وبقوة وبكل وضوح ولا يعقل أن يكون عبثًا؟

الجواب

ج: لا شك أن التبكير في الزواج من الأمور الحسنة والراجحة للجنسين ، ولكن ذلك يبدو – في ظل الظروف الحياتية العامة – قد أصبح من الأمور الصعبة لعامة الناس ، نظراً لكون الزوجين قبل إكمال العشرين لا زالا في طور تأسيس حياتهما الدراسية والوظيفية ، وقد يضيق بهما الوقت عن تحمل مسؤولية الأسرة بما تستتبعه من أولاد ونفقة ، كما أن الوضع الاقتصادي الذي يعيشه الكثير من الناس وضع متأزم خانق ، فلا يستطيع الكثير من الآباء تحمل نفقات تزويج أبنائهم ، في ظل غلاء المهور وكلفة تأثيث مسكن الزوجية .

وعلى ذلك فإذا أردنا أن نتحدث عن القضية كقضية عامة ، فهي قضية صعبة جداً ، كما يلتفت لذلك كل من يعيش الواقع بعيداً عن العاطفة والمثالية .

نعم ، لو كنا نتحدث عن قضية خاصة ، يكون فيها الأب متمكناً من تزويج ولده ، ويكون الولد بحاجة ماسة للزواج ، مع كونه على مستوى من النضج الحياتي الذي يؤهله لتحمل تأسيس أسرة ، فإن ذلك أمر حسن وراجح ، ولكنه للأسف يبقى قضية خاصة مرهونة بشروطها ولا يمكن تعميمها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *