س: غاية الله من خلقنا عبادته! ما غاية خلق الملائكة؟! سنحقق العبودية التامة الخالصة للرّب بكل ما أوتينا من قوى وهبنا هو إيّاها لو كنّا ملائكة!!
الجواب
ج: لسنا نمتلك رؤية قطعية واضحة حول الغاية من خلق الملائكة ، ولكن لا يبعد أن تكون المساهمة في عملية التدبير الكوني أحد أهداف خلقتهم ، ولعله بلحاظ هذا الهدف عصمهم الله تعالى -جميعهم أو بعضهم على خلاف في الموضوع- لكي يكون تطبيقهم للخارطة المرسومة لهم تطبيقاً دقيقاً ، يحول دون تحقق الاختلال في النظم العام لحركة الكون .
ومن الواضح أنّ الهدف من خلقتنا يختلف عن هذا الهدف تماماً ، إذ أنه عبارة عن التكامل الاختياري الذي يتحقق بعبادة الله تعالى بمعناها العام ، أي : بتطبيق جميع قوانينه العامة والخاصة ، سواء ما يرتبط منها بالحياة الفردية أم الاجتماعية ، وسواء ما يرتبط منها بالبدن أو الروح ، وسواء منها ما هو من قبيل الصلاة والصيام وسائر العبادات الخاصة ، أو من قبيل التواضع والحلم وسائر القيم الأخلاقية ، أو من قبيل معرفة الله تعالى والإيمان بالقيامة وسائر معارف المنظومة العقدية ، فإنّ كل ذلك داخل في العبادة الدخيلة في التكامل .
وإذا كان الهدف من خلقة البشر هو تحقيق التكامل بالاختيار ، فإنّ هذا الهدف – كما هو واضح – لا يمكن تحققه فيما لو كانت خلقتهم من سنخ خلقة الملائكة .
ولا يقال : لماذا لم يكن الهدف من الخلقة هو تحقيق مطلق التكامل ، بل خصوص التكامل الاختياري ؟
فإنه يُقال : إنّ التكامل إنما يكتسب القيمة فيما لو كان اختيارياً ، لا قهرياً ، ولذا فإنّ الإنسان يُفضّل على الملائكة فيما لو تدرج في مدارج الكمال باختياره ، بسبب اختيارية تكامله دون تكاملهم .
اذا قلنا ان الله عز وجل خلق الملائكة للسبب المذكور أعلاه هذا يدل على حاجة اليهم وهو مساهمتهم في تدبير الامور وهذا ينافي التوحيد في الأفعال كون الله غير محتاج لأحد لتدبير الامور
تجدون جواب سؤالكم في هذا الرابط:
هل الاعتقاد بتأثير الملائكة في الكون ينافي التوحيد الأفعالي؟
نعم احسنتم جزاكم الله كل خير رفعت الشبهة بحمد الله وبفضل سماحتكم